"فورين أفيرز": كورونا يعيد تشكيل النظام العالمي.. هكذا تستغل الصين الفشل الأميركي
حذّرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية من قدرة فيروس كورونا على إعادة تشكيل النظام العالمي، منبهةً من أنّ الصين تناور لتقود العالم في حين تفشل الولايات المتحدة الأميركية في التعاطي مع الوباء.
في تقريرها، قارنت المجلة بين استجابة الولايات المتحدة الأميركية والصين للوباء، معتبرةً أنّ المؤسسات الحكومية الأساسية، انطلاقاً من البيت الأبيض ومروراً بوزارة الأمن الداخلي ووصولاً إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قوّضت الثقة بقدرة وكفاءة الحوكمة الأميركية. واستشهدت المجلة بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتغريداته، مشيرةً إلى أنّها أثارت الشكوك في النفوس وأدت إلى حالة من الارتياب إلى حدّ كبير. وتابعت المجلة بالقول إنّ القطاعيْن العام والخاص أثبتا أنّهما غير مستعديْن لإنتاج الأدوات اللازمة للفحص والاستجابة وتوزيعها، مضيفةً: "وعلى المستوى العالمي، عزز الوباء نزعات ترامب إلى العمل بمفرده وكشف عن مدى انعدام استعداد واشنطن لقيادة استجابة العالم (للوباء)".
في المقابل، بيّنت المجلة أنّ الولايات المتحدة تفتقد للمعدات والقدرة على تلبية احتياجاتها الخاصة، كاشفةً أنّه يُعتقد بأنّ المخزون الوطني الإستراتيجي الأميركي، وهو احتياطي البلاد من الإمدادات الطبية الحرجة، يحتوي على 1% فقط من الأقنعة وأجهزة التنفس وربما 10% من أجهزة التنفس اللازمة للتعامل مع الوباء. وهذا يعني أنّه يتعيّن على السلطات الأميركية استيراد الكميات اللازمة المتبقية من الصين أو زيادة الإنتاج المحلي منها، بحسب المجلة.
وفيما ذكّرت المجلة بقيادة الولايات المتحدة الجهود الدولية إبان أزمة إيبولا بين العامين 2014 و2015، لفتت إلى أنّ إدارة ترامب ابتعدت عن لعب دور مماثل، مبيّنةً أنّها لم تبلّغ حلفاءها الأوروبيين بقرارها حظر سفر مواطنيهم إلى الأراضي الأميركية مسبقاً. وتابعت المجلة بأنّ الصين عمدت، على عكس الولايات المتحدة، إلى تقديم المساعدات للدول الموبوءة وعقد مؤتمرات عبر الفيديو لمشاركتها المعلومات اللازمة من أجل مكافحة الوباء.
ورأت المجلة أنّ نجاح الصين في قيادة العالم يعتمد بقدر كبير على ما يحدث في واشنطن وما يحدث في بكين، لافتةً إلى أنّ الولايات المتحدة ما زالت قادرة على ترجيح كفتها إذا أثبتت قدرتها على القيام بما هو متوقع من أي قائد. وعليه، خلصت المجلة إلى القول إنّه يتعيّن على واشنطن إدارة المشكلة في الداخل وتوفير منافع عامة عالمية وتنسيق الاستجابة الدولية، مشيرةً إلى أنّ لعب دور القيادة سيتطلب التعاون مع الصين.
المصدر: الملحق