لبنان مساعدات الحكومة للعائلات الأكثر حاجة إلى ما بعد كورونا؟!
يُحكى أن "ابو العبد" كان يحمل على خصره مسدّسًا للتباهي به أمام جيرانه في الحي. وصودف مرّة أن أحد اللصوص دخل ليلًا إلى شقته، وسرق منها ما طالته يداه من حلى ومجوهرات "أم العبد"، وخرج كما دخل من دون أن يعترضه أحد. وفي اليوم الثاني عرف الجيران بما حصل مع "ابو العبد"، ولمّا سألوه لماذا لم يستخدم مسدسه لردع السارق، أجابهم: تاركو لوقت الحشرة".
هكذا هي حال حكومة حسّان دياب في تعاملها مع الـ"كورونا"، أقله بالنسبة إلى المساعدات المالية (400 ألف ليرة لكل عائلة)، مع الإقرار بأن الخطة التي إعُتمدت لإجلاء اللبنانيين المغتربين في عدد من الدول العربية والافريقية ولاحقًا من الدول الأوروبية كانت ناجحة، بإعتراف الجميع، موالاة ومعارضة، ولكن هذا النجاح لا يبرّر تأخرّها في توزيع المساعدات على العائلات، التي هي بأمس الحاجة إليها في الوقت الحاضر، وذلك لدفعهم للبقاء في منازلهم وعدم تعريض حياتهم وحياة الآخرين لخطر العدوى بهذا الوباء الجهنمي، مع العلم أن عملية التوزيع سيتولاها الجيش، الذي سيقوم بهذه المهمة في أسرع وقت ممكن، وفق خطة موضوعة من قبل غرفة العمليات، والتي تسمح بالقيام بهذه المهمة بدقة وحرفية لا غبار عليها، وذلك نظرًا أولًا إلى الثقة القائمة بين الجيش وشعبه، وثانيًا إلى الإنضباطية التي يتمتع بها، الأمر الذي سيسمح بإيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها في وقت قياسي، ولكن المهم أن يتمّ الإفراج عن هذه المساعدات في اقرب وقت ممكن.
قد تكون معاناة هذه الفئات من العائلات اللبنانية توازي من حيث الأهمية والإلحاحية معاناة اللبنانيين الموجودين في الخارج، ولاسيما الطلاب منهم، فكان حرّي بالحكومة أن تضع خطة طوارئ عاجلة كتلك التي إعتمدتها لعودة اللبنانيين الراغبين بأن يعودوا إلى وطنهم، وأن يكونوا بين أهلهم وأحبتهم، وإن كان البعض يغمز من قناة بعض الوسطات، التي لعبت دورها في إستقدام البعض قبل غيرهم، وهذا ما يُعاب على هذه الخطة، مع تكرار الإقرار بالنجاح، ولاسيما لجهة التدابير الوقائية، التي إعُتمدت، والتي أتصفت بحرفية عالية، بإعتراف منظمة الصحة العالمية.
عسى أن تصل هذه المساعدات إلى من هم في حاجة إليها اليوم قبل الغد، والأ ينتظر هؤلاء كثيرًا، وهم في أمس الحاجة إليها اليوم قبل الغد، والاّ تترك الحكومة مسدس المساعدات لوقت الحشرة!
المصدر: لبنان 24