نبأ مفجع: وفاة الطالبة الطفلة زينب الحاج حسين بعد صراع مع سرطان العظم ومعلمتها تكتب بحرقة ... زينب المتفوقة الخلوقة والاولى في صفها علمتنا القوة والصبر
بسم الله الرحمان الرحيم
إنا لله و إنا اليه راجعون ....
بمزيد من التسليم بقضاء الله و قدره ننعي اليكم وفاة الطالبة في الصف التاسع الاساسي بعد الظهر
فقيدة البراءة و الطفولة
التلميذة
زينب يوسف الحاج حسين
بعد معاناة مع مرض سرطان العظم
لها الرحمة الواسعة و لكم عظيم الاجر و الثواب
ونعاها الاستاذ بسام بزون بالكلمات التالية:
. طائر انت غرد في سماء الكون يبحث عن أمل ... طير يحلق عاليا و البدر من عينيه ،نوره يستعير , حتى رأيت البدر نورا قد اكتمل ...
زينب ايتها الغافية على اهداب بسمة حملتك ذات ألم و حزن الينا ,,, و اسكنتك بين اهداب العيون ... اي ليل هذا الذي انسل من بين خيوط الشمس المطلة من وجهك فاطفأها .و أي مرض هذا الذي لم يستح من براءة ارتسمت على وجهك حين اتاك لاهثا يسكن منك العظام .. و اي الم هذا الذي اراه ارتسم على حروف الابجدية التي لطالما حملتها معك في رحلة الالم حتى اراها تأتي حانية الظهر مقوسة القامة كعجوز اضناها التعب و ام اثخنها الموت فراحت تتكأ على الفها في آخر الايام .تحملك على أكف كافها و لام المها تذرف على فراقك كل نقطة من على احرفها ..وحده الآلف يبقى من بين كل الابجدية واقفا مندهشا بغربة قبل الاوان يعلق همزة سوداء يعلنك فريسة الالم و الحزن و المرض... اي ليل هذا الذي سكن أحلامك بعودة الى الوطن الذي تقدسين .. ها هم الاصدقاء و الاصحاب يأتون اليك ... يفتشون عنك على مقعدك الخالي و في رموش العين و نبض القلب و بين الضلوع ..يلملمون حروفا تساقطت من ابجديتك يوما عند دروب الغربة و الاتحال .فتشابكت و تكاملت تعلنك فريسة الخبيث الذي لم تردعه طيبتك و نشاطك .............
آه ايتها الغالية التي زرعتك في القلب و مقل العيون نبكيك دما و انت التي منحك السيد الوزير موافقته على مواصلة التعليم و الدوام غير المنتظم لكن المرض نال من مهج الروح ......فراح يتنازعك شوقان ... شوق لرؤيا جنان الخلد و سكناها ... و شوق للاهل و الاحبة و الاصدقاء ...و بكل هدوء حملتك طيور الجنة الى رب رحمان رحيم ... وهي بسمتك لا زالت وردة عند باب الحزن تدعونا للامل ..رحمك الله ايتها الطيبة الغالية ستبقين بيننا لن ترحلي ..
كل العزاء لوالدين سكبوا مهج الروح عند سريرك و كل العزاء للزملاء المدرسين و لكم احبتي التلامذة وصية زينب ان تكونوا كما زينب بارقة أمل في ليل الوطن ...
اما معلمتها سوسن بنجك فكتبت:
ما أشد قسوتهم بشلالات من البراءة وأنهار من العفوية .....وجوه لا تتبع معايير الجمال البشري بل تعكس الجمال الملائكي .....
لا أعلم لماذا يكون المصابين بالسرطان أكثر براءة من غيرهم وأقرب الى القلب من سواهم ....تعلق صورهم بالذهن وتبقى ذكرياتهم بالبال لا تفارقه ...
هنا في حناويه زينب التلميذة المتفوقة ، الأولى في صفها، الخلوقة ، المهذبة والمحترمة ترحب بالمعاناة وتحتضن المرض وترضى بالألم وتحوله الى أمل ...وتؤمن بأن المرض هبة من الله لعبدٍ أحبه .منذ التشخيص وحتى الآن غرست زينب الإبتسامة في عمق سرطانها حيث أن هذه الإبتسامة تخفي أثر الكيماوي والأشعة والعمليات ....وهمها الوحيد أن تكمل دراستها ....
إيمانها وقوتها الزائدة استدعت قلمي أن أنشر رسالة الأمل التي تدعي اليها زينب ...
زينب أنا صح كنت معلمتك وانت تلميذتي بس اليوم أنت معلمتي وأنا تلميذتك لأنني تعلمت منك الصبر ، الإيمان ، الثبات والعزم....ومن المستحيل الممكن ....
واقول لك إن الله يعطي أصعب المعارك لأقوى جنوده ....
انتِ كنتِ تلميذتي وأختي ...بحبك كتير..
الله يرحمك وانشالله رح تكوني من أصحاب الجنة ....
من قلب مجروح....
معلمتك : سوسن بنجك
المصدر: يا صور