في وداع المربي أحمد طلال فقيه
في وداع المربي أحمد طلال فقيه
كتب : حسين سعد
أسدل أحمد طلال فقيه، صفحات من عمره، الذي تجاوز السبعين بقليل ومضى، بعدما ادركه المرض، وهو ما يزال في عطائه.
إنضم طلال فقيه، كما يعرف الجميع إسمه المختصر، إلى قافلة من جيله عاجلهم الرحيل، قبل إنتهاء مهامهم في الدنيا، التي بدات في عز المد القومي العربي.
خرج طلال فقيه ألمربي ولاحقا التاجر، الذي جال في بلاد السند والهند ، بحثا عن المقتنيات الاجمل التي كانت تزين ( ديوانه) في صور ، من العباءة التقليدية المتوارثة في بلداتنا وقرانا الجنوبية، إلى عالم أرحب ، كان يضج بالثورة والحماس والسعي الى تغيير الواقع الاجتماعي.
كان فقيه، أبن بلدة طيردبا، المطلة على بحر وشمس صور، اول المنتسبين الى حزب يساري من ابناء البلدة
، وهو حزب البعث العربي الإشتراكي ، عندما كان طالبا في الكلية الجعفرية في صور، في اواخر ستينيات القرن الماضي، والتي كانت حصنا لهذا الحزب والقومية العربية.
مارس فقيه التعليم في الكلية الجعفرية، ثم في التعليم الرسمي، قبل ان يغادر الى عالم بعيد عن مهنة التدريس.
عايشت احمد طلال فقيه، مع بدايات التسعينات ( ١٩٩٢) عندما إجتمعنا في إعادة العمل في نادي النهضة الثقافي الاجتماعي، أول ناد تاسس في البلدة ١٩٧٤
ضمن هيئة إدارية واحدة، شغل رئاستها اكثر من دورة ، كان فيها معطاءا ومندفعا للعمل الثقافي والاجتماعي، ثم خضنا معا في العام ٢٠٠٤ اول إستحقاق إنتخابي بلدي، في لائحة واحدة ايضا، فكان واضحا ومتصالحا مع نفسه ، إلى أقصى الحدود.
فإلى روحك ، يا أبا حسن كل المحبة .

