هل يساعد إضافة البروتين فعلاً في تعزيز تغذية الطعام أم هو مجرد خدعة تسويقية؟
تعد النصائح المتعلقة بالبروتين جزءا أساسيا من استشارات اللياقة البدنية، سواء كنت تسعى لبناء العضلات، تحسين لياقتك البدنية، أو مراقبة وزنك، فإن النصيحة الشائعة التي يقدمها الجميع، من مؤثري اللياقة البدنية إلى الأطباء، هي أننا بحاجة إلى مزيد من البروتين، لكن هل فعلاً نحتاج إلى كل هذه الكميات من البروتين في نظامنا الغذائي؟
البروتين وأثره في الصحة واللياقة البدنية
يلعب البروتين دورا أساسيا في الحفاظ على الكتلة العضلية والصحة العامة، لكن مع تزايد الاهتمام في وسائل الإعلام والدور الذي يلعبه البروتين في دائرة اللياقة البدنية، شهدنا زيادة في المنتجات التي يتم تسويقها على أساس محتواها من البروتين. تشمل هذه المنتجات ألواح الشوكولاتة، الآيس كريم، البيتزا، القهوة، وحتى المشروبات الكحولية، التي يتم تسويقها كأطعمة غنية بالبروتين.
هل نحتاج حقا إلى أطعمة غنية بالبروتين بشكل يومي؟
قد تكون الحماسة الزائدة للبروتين قد تجاوزت الحدود. فبينما يُعد البروتين مهما لصحتنا، فإن معظمنا لا يحتاج إلى هذه الأطعمة المدعمة بالبروتين كجزء منتظم من نظامنا الغذائي، وعلى الرغم من أن البروتين ضروري لصحة العضلات ووظائف جهاز المناعة، إلا أن هناك فرصة للتوهم بأن الأطعمة الغنية بالبروتين تحتوي دائما على قيم غذائية عالية، حتى وإن كانت تحتوي على مكونات أخرى غير صحية.
مقدار البروتين الذي نحتاجه: القواعد والتوصيات
توصي الإرشادات الغذائية بتناول حوالي 0.75 جرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم. لكن بعض الأدلة تشير إلى أن هذه التوصية قد تكون أقل من اللازم، وأن الكمية المثالية قد تتراوح بين 1.2 جرام و1.6 جرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن احتياجات البروتين تتفاوت بناءً على الصحة العامة للفرد، على سبيل المثال، الأشخاص الذين يتعافون من مرض أو كبار السن يحتاجون إلى مزيد من البروتين.
البروتين والتوازن الغذائي: هل الزيادة ضرورية؟
بينما يعد البروتين ضروريا للحفاظ على كتلة العضلات، فإنه لا يعني بالضرورة أن المزيد منه أفضل. تشير الأدلة إلى أنه حتى عند تناول كميات كبيرة من البروتين، يستخدم الجسم جزءا فقط من هذا البروتين، في الواقع، فإن الكمية المثلى التي يجب أن نستهلكها تتوافق تقريبا مع المعدل الحالي لاستهلاك البروتين في معظم الدول الغربية.
البروتين في الأطعمة المعالجة والمُدعمة: الفوائد والمخاطر
هناك الكثير من المنتجات التي تحتوي على بروتين إضافي، ولكن هذه المنتجات قد تحتوي أيضا على سكريات وكربوهيدرات إضافية. على سبيل المثال، يحتوي حليب البروتين على ضعف كمية البروتين مقارنة بالحليب العادي، ولكنه قد يحتوي أيضًا على كميات عالية من السكر. كما أن العديد من المنتجات المدعمة بالبروتين تنتمي إلى فئة الأطعمة المعالجة للغاية، التي قد تكون مرتبطة بنتائج صحية سلبية مثل أمراض القلب والسكري.
على الرغم من أن البروتين جزء مهم من النظام الغذائي، إلا أنه يجب أن نكون حذرين من الاعتماد المفرط على المنتجات المدعمة بالبروتين، من الأفضل تناول البروتين من مصادر غذائية كاملة مثل المكسرات، البذور، الحليب، البيض، والبقوليات، مع تناولها بشكل متوازن مع عناصر غذائية أخرى مثل الألياف والفيتامينات والمعادن لضمان صحة مثالية.
المصدر: Sciencealert
