logo yajnoub    

اختلاف الأبجديات يعيق التنقل الذهني بين اللغات

2025/04/07 - 05:38:50am   

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها علماء روس وأجانب أن الأشخاص الذين يتقنون لغتين تختلف أبجدياتهما – مثل الروسية (السيريلية) والإنجليزية (اللاتينية) – يواجهون صعوبات أكبر في التبديل السريع بين اللغتين أثناء القراءة أو الفهم.
أظهرت النتائج أن الدماغ يحتاج إلى وقت إضافي لمعالجة الأبجدية المختلفة، مما يبطئ عملية التنقل بين اللغات ويجعل فهم النصوص المختلطة أكثر تعقيدا.

الأبجدية المختلفة تعني مجهودا معرفيا إضافيا

وفقا للعلماء، كلما ازداد الفرق بين الأبجديات، زادت الصعوبة التي يواجهها القارئ ثنائي اللغة. فعند مواجهة كلمات بلغة ثانية تحتوي على رموز كتابية مغايرة، يضطر الدماغ إلى تفعيل آليات إضافية للتعرف على الحروف وتثبيط اللغة الأخرى، مما يؤدي إلى إبطاء عملية القراءة.
وقد أشار الباحثون إلى أن مناطق الدماغ المسؤولة عن فهم المعنى تُفعّل في كلتا اللغتين أثناء القراءة، مما يُعتقد أنه يساعد نظريا في التبديل اللغوي لاحقًا، لكن فقط بعد فترة من التأقلم.

رصد دقيق لحركات العيون يكشف صعوبة المعالجة

لتحقيق نتائج دقيقة، قام علماء اللغة العصبية بمراقبة ردود فعل 50 مشاركًا روسيًا يتقنون اللغة الإنجليزية، أثناء قراءتهم نصوصًا تحتوي على كلمات روسية فقط، وأخرى مزجت بين الروسية والإنجليزية.
تم تتبع حركات العيون، ومدة النظر إلى الكلمات، وعدد المرات التي يعود فيها القارئ إلى كلمة أو يتخطاها، وبيّنت النتائج أن إدخال كلمات باللغة الإنجليزية تدريجيا لم يسهم في تسهيل الانتقال بين اللغتين، بل تسبب في تعثر بصري عند كل كلمة مكتوبة بأبجدية مختلفة.

تفسير علمي: الدماغ يحتاج إلى وقت لفهم الحروف والمعاني

أوضحت الدكتورة أولغا بارشينا، الأستاذة المساعدة في كلية "ميدلبوري" الأمريكية، أن الدماغ يدرك فورا وجود أبجدية مختلفة، فيقوم تلقائيا بكبح تأثير اللغة غير المستهدفة، ويستغرق وقتًا إضافيًا لتحليل الرموز قبل الوصول إلى فهم المعنى.
وأكدت أن هذا الفهم الجديد لآلية عمل الدماغ مع الأبجديات المختلفة يمكن أن يسهم في تطوير طرق أكثر فعالية لتعليم اللغات الأجنبية، خاصة تلك التي تستخدم أنظمة كتابية مختلفة.

توصيات تعليمية: تهيئة الدماغ لتعدد الأبجديات

ينصح الباحثون بضرورة مراعاة الفروقات الأبجدية عند تصميم مناهج تعليم اللغات، إذ إن توفير تدريبات تركز على التأقلم مع الأبجدية الجديدة قد يسهم في تسهيل التبديل بين اللغات وتقليل الجهد المعرفي المبذول في القراءة والفهم.
هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق لكيفية تعامل الدماغ مع اللغات، وتفتح الباب أمام تطوير محتوى تعليمي مُخصص يعالج تحديات ثنائيي اللغة بشكل فعّال.


المصدر:  Naukatv.ru

 

اختلاف الأبجديات يعيق التنقل الذهني بين اللغات

أخبار ذات صلة