logo yajnoub    

اكتشاف بروتين يربط بين مرض الباركنسون وسرطان الجلد وقد يعالج كليهما

2025/04/10 - 06:32:05am   

كشفت دراسة علمية جديدة أن بروتيناً صغيراً يُعرف باسم ألفا سينوكلين (alpha-synuclein)، الذي لطالما ارتبط بمرض الباركنسون، يلعب أيضاً دوراً غير متوقع في تطور الميلانوما، وهو أحد أخطر أنواع سرطان الجلد، وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير علاجات مشتركة تستهدف هذين المرضين المعقدين في آنٍ واحد.

وظيفة مزدوجة: حماية الأعصاب وتحفيز السرطان

يقوم بروتين ألفا سينوكلين بحماية خلايا الدماغ من تلف الحمض النووي عبر إصلاح الكسور المزدوجة في جزيئات الـDNA، إلا أن هذا الدور الوقائي في الدماغ يتحول إلى سلاح ذو حدّين عندما يقوم البروتين نفسه، في خلايا الميلانوما، بإصلاح الحمض النووي بكفاءة مفرطة، ما يؤدي إلى تكاثر غير مُراقب للخلايا السرطانية.
ويقول الباحثون إن هذا التناقض في سلوك البروتين هو ما يجعل نفس الجزيء مسؤولاً عن حالتين مرضيتين مختلفتين كلياً: موت الخلايا العصبية في الباركنسون، وتكاثرها المفرط في الميلانوما.

أبحاث حديثة تقود لاختراقات جديدة

قاد هذه الدراسة فريق من جامعة علوم الصحة في أوريغون (OHSU)، ونُشرت النتائج في مجلة Science Advances بتاريخ 9 أبريل 2025. وتشير الدراسة إلى أن استهداف بروتين ألفا سينوكلين دوائياً قد يُوفر علاجاً فعالاً لكل من الباركنسون والميلانوما.
البروفيسور فيفيك أوني، M.D., Ph.D.، وهو أستاذ مساعد في علم الأعصاب وقائد الفريق البحثي، أشار إلى أن تطوير أدوية تنظّم مستويات هذا البروتين قد يشكّل قفزة نوعية في العلاجات المستقبلية.

من الاكتشافات السابقة إلى الآفاق العلاجية

تستند هذه الدراسة إلى نتائج سابقة نُشرت عام 2019 من قِبل نفس الفريق، حيث أُثبت أن ألفا سينوكلين يساعد في إصلاح الحمض النووي داخل الخلايا العصبية، لكن في حالات مثل مرض الباركنسون وخَرَف أجسام ليوي (Lewy body dementia)، يغادر البروتين نواة الخلية ويشكل تكتلات ضارة تُعرف بأجسام ليوي، ما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية.
في المقابل، وجدت الدراسة الجديدة أن البروتين ذاته، في خلايا الميلانوما، يبقى داخل نواة الخلية ويقوم بعمله بكفاءة مفرطة تؤدي إلى تكاثر سرطاني.

إصلاح مفرط يؤدي إلى نمو سرطاني

يشرح أوني: "الخلايا الجلدية تنمو وتموت باستمرار، وهذا أمر طبيعي، لكن المشكلة تبدأ عندما لا تموت الخلايا التي من المفترض أن تموت". ويضيف أن ألفا سينوكلين في الميلانوما لا يغادر النواة كما يفعل في الباركنسون، بل يزداد تركيزه ويؤدي وظيفته بإصلاح الحمض النووي داخل النويات الفرعية، مستعيناً ببروتين آخر يُعرف باسم 53BP1. هذه الفعالية الزائدة في الإصلاح تؤدي إلى انقسام الخلايا وتكاثرها بشكل مفرط – أي السرطان.

لماذا يقتل البروتين نفسه الخلايا العصبية؟

بشكل معاكس، فإن الإفراط في ألفا سينوكلين داخل الخلايا العصبية يؤدي إلى نتائج كارثية. حيث يخرج البروتين من النواة ليكوّن تكتلات في السيتوبلازم، مما يُعطل وظائف الخلية ويتسبب في موتها.
يقول أوني: "العصبون يجب أن يعيش طوال حياة الإنسان، وعندما يتجاوز بروتين ألفا سينوكلين حدا معينا، يفقد وظيفته الطبيعية، مما يؤدي إلى موت الخلية العصبية"

إمكانات علاجية واعدة لمرضين مزمنين

تشير نتائج الدراسة إلى أن تقليل مستوى بروتين ألفا سينوكلين أو تعديل سلوكه داخل الخلايا قد يُوفر علاجا فعالاً للميلانوما، وفي الوقت ذاته يعمل فريق البحث على استكشاف طرق لتعزيز وظيفة البروتين 53BP1 كبديل عن ألفا سينوكلين في الخلايا العصبية، مما قد يمهد الطريق لعلاج الباركنسون من زاوية جديدة.
وقد اختتم الباحثون دراستهم بالقول: "يوفّر هذا الاكتشاف إطارًا لفهم الصلة البيولوجية بين مرض الباركنسون والميلانوما، كما يُقدّم أهدافًا علاجية جديدة تستند إلى تقليل عملية إصلاح الحمض النووي المفرطة التي يتوسطها ألفا سينوكلين داخل النواة".


المصدر:  SciTechDaily.com

 

اكتشاف بروتين يربط بين مرض الباركنسون وسرطان الجلد وقد يعالج كليهما

أخبار ذات صلة