الرابط بين فقدان السمع وصحة القلب
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Heart أن فقدان السمع لدى كبار السن قد يُعد إشارة مبكرة لمشكلات قلبية خطيرة، أبرزها فشل القلب، وتشير النتائج إلى أن احتمال الإصابة بفشل القلب يزداد مع تقدم حالة فقدان السمع.
التدهور السمعي مرتبط بتدهور في أداء القلب
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع طفيف يواجهون خطرا متزايدا بنسبة 15% للإصابة بفشل القلب، بينما يرتفع هذا الخطر إلى 28% لدى أولئك الذين يعانون من ضعف سمع أكثر حدة، كما أظهرت الدراسة أن استخدام السماعات الطبية لم يُقلل من هذا الخطر، بل إن المستخدمين لتلك الأجهزة سجلوا ارتفاعًا في نسبة الخطر بمعدل 26%.
التوتر النفسي هو أحد العوامل الأساسية
أوضح الباحثون أن التوتر النفسي الناتج عن فقدان السمع يلعب دورا كبيرا في هذه العلاقة بين ضعف السمع وأمراض القلب.
وكتب فريق البحث بقيادة البروفيسور شيانهوي تشين من جامعة الطب الجنوبية في قوانغدونغ، الصين:
"نظرًا لأن مشاكل السمع تؤدي إلى صعوبات في فهم الكلام، وانخفاض في التفاعل الاجتماعي، فإن المصابين بفقدان السمع أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية، والتوتر النفسي، والقلق، والاكتئاب مقارنةً بالأشخاص ذوي السمع الطبيعي."
وقد أظهرت النتائج أن التوتر النفسي وحده يُفسر نحو 17% من زيادة خطر الإصابة بفشل القلب لدى المصابين بضعف السمع.
ويُحتمل أن يؤدي هذا التوتر إلى تحفيز إفراز هرمونات "الكر والفر"، مما يسرّع تصلب الشرايين ويُجهد القلب بشكل أكبر.
العلاقة بين القلب والأذن: أكثر مما نتوقع
أكد الباحثون أن العلاقة لا تقتصر فقط على العوامل النفسية، بل هناك روابط مباشرة بين صحة القلب وصحة الأذن الداخلية.
فالأذن الداخلية، وتحديدا القوقعة، تحتوي على شبكة غنية من الشعيرات الدموية، وتتطلب مستوى عالٍ من الطاقة الأيضية، وهذا يجعلها حساسة للغاية لأي اضطرابات في الدورة الدموية، خصوصا تلك المرتبطة بالأوعية الدموية في الجسم بأكمله، لا فقط في الأذن.
كتب الباحثون: "إن هذا الحساسية العالية للأذن تجاه مشاكل الأوعية قد تجعل من فقدان السمع مؤشرا مبكرا وحساسا جدا لأمراض القلب والأوعية، بما في ذلك فشل القلب."
توصيات مستقبلية: فحوصات السمع للوقاية من أمراض القلب
بناءً على النتائج، يقترح الباحثون أن تشمل الفحوصات الدورية للكشف عن أمراض القلب اختبارات سمعية، خصوصا لكبار السن أو لمن تظهر عليهم علامات ضعف سمع.
كما أشاروا إلى أن المصابين بضعف السمع قد يستفيدون من جلسات علاج نفسي واستشارات تُخفف من حدة التوتر والقلق، مما يسهم في تحسين صحتهم القلبية والعامة.
المصدر: Sciencealert
