logo yajnoub    

السر الحقيقي وراء خسارة الوزن المستدام: عاملين أساسيين فقط

2025/05/04 - 08:19:09am   

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 2.5 مليار بالغ حول العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ما يمثل أزمة صحية عالمية متفاقمة، فالسمنة ليست مجرد مشكلة جمالية، بل عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض خطيرة مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض الكلى، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
- العوامل النفسية والاجتماعية وراء السمنة
السمنة حالة معقدة لا تتعلق فقط بالإفراط في الطعام أو قلة النشاط البدني، بل تلعب العوامل النفسية والضغوط العاطفية دورًا كبيرًا. القلق المهني، والمشاكل العائلية، والضغوط الاجتماعية، كلها قد تؤدي إلى الأكل العاطفي.د، كما أن الاكتئاب يساهم في اضطراب أنماط الأكل وانعدام الحافز لممارسة الرياضة.
- تغيّر نمط الحياة وتسهيل اكتساب الوزن
أنماط الحياة الحديثة تساهم كذلك في زيادة الوزن؛ إذ نقضي ساعات طويلة جالسين، سواء في المكاتب أو السيارات أو أمام الشاشات، بينما تنتشر الأطعمة المُعالجة والمليئة بالسعرات الحرارية بشكل كبير، مما يجعل التحكم بالوزن تحديا يوميا.
- الحل المتكامل: فريق طبي متعدد التخصصات
نظرا لتعدد أسباب السمنة، فإن العلاج الفعال يعتمد على مقاربة شاملة تشارك فيها فرق طبية متكاملة من أطباء وأخصائيي تغذية وأطباء نفسيين، هذا التعاون لا يقتصر على ضبط النظام الغذائي والنشاط البدني، بل يشمل معالجة الأسباب النفسية والجوانب العاطفية الخفية.
- أهمية التحكم في نسبة السكر إلى جانب فقدان الوزن
بينت دراسة ألمانية حديثة أن الجمع بين فقدان الوزن والتحكم في نسبة السكر بالدم أكثر فعالية من التركيز على فقدان الوزن فقط. فهذه الاستراتيجية تقلل من المضاعفات المرتبطة بالسكري، مثل تلف الكلى ومشاكل الأوعية الدموية الدقيقة.
- الدهون الحشوية: العدو الخفي لصحتك
الدهون الحشوية، وهي الدهون التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية في البطن، تُعد من أخطر أنواع الدهون، لأنها تساهم في تحفيز الالتهابات التي تقلل من فعالية الإنسولين. ولحسن الحظ، فإن تغييرات معينة في نمط الحياة يمكن أن تستهدف هذا النوع من الدهون تحديدا.
- خطة غذائية فعالة: حمية البحر الأبيض المتوسط
أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الهوائية بانتظام واتباع حمية البحر المتوسط الغنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة (مثل تلك الموجودة في المكسرات، والبذور، والأسماك، والزيوت النباتية) يساهم في تقليل الدهون الحشوية وتعزيز الصحة العامة.
- التحدي الأكبر: الحفاظ على النتائج على المدى الطويل
رغم فعالية التغييرات السلوكية، تشير الأبحاث إلى أن العديد ممن يفقدون الوزن يعيدونه خلال بضع سنوات، مما يرفع من خطر الإصابة من جديد بالسكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول. هذا النمط المتكرر من فقدان الوزن واسترجاعه قد يكون مرهقًا نفسيًا، ويجعل البعض يبحث عن حلول أكثر استدامة.
- الأدوية والجراحة: خيارات متقدمة لعلاج السمنة
في السنوات الأخيرة، ظهرت أدوية مثل نواهض مستقبلات GLP-1، والتي صُممت أساسًا لعلاج السكري، ولكنها أظهرت فعالية في التحكم في الشهية وتعزيز فقدان الوزن. غير أن استخدامها لأغراض تجميلية يثير مخاوف أخلاقية وطبية، خاصة في ظل محدودية فهمنا لتأثيراتها طويلة الأمد لدى الأشخاص غير المصابين بالسمنة.
كما أن التوقف عن استخدام هذه الأدوية يؤدي غالبًا إلى استعادة الوزن بسرعة، مما يستلزم استخدامها على المدى الطويل بإشراف طبي صارم.
- الجراحة خيار فعال لمن يعانون من السمنة المفرطة
لمن يعانون من السمنة الشديدة ومضاعفاتها الصحية، توفر الجراحة، مثل تحويل مسار المعدة أو تكميمها، حلاً جذريا يؤدي إلى فقدان كبير ومستدام في الوزن، وتقليل ملحوظ في خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
ويعمل الباحثون حاليا على تطوير أدوية جديدة تمزج بين تأثيرات عدة هرمونات معوية لتحقيق نتائج مماثلة للجراحة، ولكن معظم هذه الأدوية ما تزال قيد التجارب السريرية.
- المعادلة الناجحة: رصد الوزن والسكر معا
أفضل نقطة انطلاق لأي شخص يسعى لفقدان الوزن هي الجمع بين النشاط البدني المنتظم واتباع نظام غذائي صحي مثل حمية البحر المتوسط. وإذا كانت نسبة السكر في الدم مرتفعة، فإن التركيز على تقليل الدهون الحشوية يصبح أمرا بالغ الأهمية.
أما من يعانون من السمنة والمضاعفات الصحية المرتبطة بها، فإن الأدوية والتدخلات الجراحية يمكن أن تكون أدوات فعالة لدعم التغيير المستدام.
لا توجد وصفة واحدة تناسب الجميع. السر في خسارة الوزن الدائمة وتحسين الصحة يكمن في إيجاد التوازن المناسب بين الدعم الطبي، والاستراتيجية الشخصية، والعلوم الحديثة، بما يتلاءم مع احتياجات كل فرد.


المصدر:  Sciencealert

 

السر الحقيقي وراء خسارة الوزن المستدام: عاملين أساسيين فقط

أخبار ذات صلة

 

تابعونا