logo yajnoub    

بياض البيض تحت المجهر: هل يؤثر فعلاً على صحة أمعائك؟

2025/05/10 - 09:04:18am    باسم عمور    


كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة ولاية كارولاينا الشمالية أن نوع البروتين في النظام الغذائي يمكن أن يُحدث تغييرات جذرية في تركيبة ووظيفة ميكروبيوم الأمعاء، أي المجتمع الميكروبي الدقيق الذي يعيش داخل الجهاز الهضمي.
والمثير في الأمر أن بياض البيض، هذا الطعام الشائع في وجبات الفطور، كان من بين أكثر مصادر البروتين تأثيرا على صحة الأمعاء، وقد يُلحق بها ضررا حقيقيا.
- كيف يؤثر البروتين على ميكروبيوم الأمعاء؟
اعتمدت الدراسة على تجربة علمية دقيقة أجريت على الفئران، حيث تم تغذيتها بأنظمة غذائية تحتوي كل منها على مصدر واحد فقط من البروتين لمدة أسبوع، شملت:
بياض البيض
الأرز البني
الصويا
الخميرة
ثم استخدم الباحثون تقنيات متقدمة من الميتاجينوميات والميتابروتيوميات مع أجهزة مطياف الكتلة عالية الدقة، لتحليل التحولات التي طرأت على الميكروبات المعوية.
النتائج كانت مذهلة: كل تغيير في مصدر البروتين أدى إلى تغيير واضح في تكوين ووظائف ميكروبيوم الأمعاء، وكانت البروتينات ذات التأثير الأكبر على الوظائف الميكروبية هي: الأرز البني، الخميرة، وبياض البيض.
- تحلل الأحماض الأمينية والسكريات المعقدة: نتائج غير متوقعة
أظهرت الدراسة أن التحولين الأساسيين اللذين حدثا في ميكروبيوم الأمعاء نتيجة لتغيير البروتين الغذائي كانا:
1. زيادة في تحلل الأحماض الأمينية
2. تحلل غير متوقع للسكريات المعقدة المرتبطة بالبروتينات (الجلايكانات)
فعلى سبيل المثال، أدى نظام بياض البيض إلى زيادة نشاط الميكروبات في تحليل الأحماض الأمينية، مما يعني أن البكتيريا لم تعد تُنتج أحماضها الأمينية بنفسها، بل بدأت في تكسير البروتينات الغذائية للحصول عليها.
ويُشير الباحثون إلى أن بعض الأحماض الأمينية قد تتحلل إلى مواد سامة أو تؤثر على المحور المعوي الدماغي، مما يفتح الباب أمام احتمالات صحية مقلقة.
- إنزيمات الجلايكان ودورها في إضعاف بطانة الأمعاء
واكتشف الباحثون أن بعض البروتينات، مثل بياض البيض، تُحفّز البكتيريا على إنتاج إنزيمات خاصة بتكسير الجلايكانات — وهي سلاسل من السكريات المعقدة المرتبطة بالبروتينات.
والخطير هنا أن هذه الإنزيمات كانت مشابهة جدًا لتلك التي تُنتجها البكتيريا عندما تتغذى على الميوسين، وهي المادة التي تُبطّن الجدار الداخلي للأمعاء وتحميه من الأحماض والميكروبات الضارة.
هذا يعني أن الاستهلاك المستمر لبياض البيض قد يدفع بعض أنواع البكتيريا إلى تفكيك الطبقة الواقية للأمعاء عن غير قصد، مما قد يؤدي إلى تلف البطانة وزيادة القابلية للإصابة بالالتهابات والأمراض المعوية المزمنة.
- آفاق مستقبلية لفهم تأثير الغذاء على صحة الجهاز الهضمي
يقول الباحثون إن هذه النتائج تُمثل خطوة أولى لفهم أعمق لكيفية تأثير مصادر البروتين المختلفة على صحة الأمعاء، ولكنهم في الوقت نفسه يشيرون إلى أن الأنظمة الغذائية في الدراسة كانت اصطناعية إلى حد ما، وقد تُظهر تأثيرات مضخّمة.
مع ذلك، فإن البيانات التفصيلية التي قدمتها الدراسة تمنح العلماء تصورًا واضحًا ليس فقط عن البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بل أيضًا عن وظائفها الفعلية في ظل تغير النظام الغذائي.
- غذاؤك اليومي قد لا يكون بريئا كما تظن
قد يبدو بياض البيض خيارا صحيا وسهلا في وجبة الفطور، لكن هذه الدراسة تُلقي الضوء على أثره الخفي والمحتمل على صحة الجهاز الهضمي، خاصةً عند تناوله بشكل دائم أو بكميات كبيرة.
ورغم الحاجة إلى دراسات إضافية على البشر، فإن هذه النتائج تمثل دعوة قوية لإعادة النظر في مصادر البروتين التي نعتمد عليها يوميًا — ليس فقط من ناحية القيمة الغذائية، بل أيضا من حيث التأثيرات الميكروبية العميقة على صحة أمعائنا.


المصدر:   Sciencealert

 

 بياض البيض تحت المجهر: هل يؤثر فعلاً على صحة أمعائك؟

أخبار ذات صلة