تقنية صينية مبتكرة لتحليل أصوات الحيوانات وتحويلها إلى كلمات مفهومة للبشر
أعلنت شركة "بايدو" الصينية عن تقديمها طلب براءة اختراع لتقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تحليل أصوات الحيوانات وترجمتها إلى لغة يمكن للبشر فهمها، وقد جاء هذا الإعلان بحسب ما نقلته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، ليؤكد سعي الشركة نحو فتح آفاق جديدة في التفاعل بين الإنسان والحيوان باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- كيف تعمل التقنية؟ تحليل شامل متعدد الأبعاد
تكشف الوثائق التقنية لبراءة الاختراع أن النظام الجديد يعمل وفق آلية متكاملة تعتمد على رصد وتحليل بيانات حيوية متعددة، تشمل أربعة محاور رئيسية:
المؤشرات الصوتية: مثل نبرة الصوت، التردد، الإيقاع، وشدة الصوت.
الحركات الجسدية: وتشمل تعابير الوجه، وحركة الأذنين، والذيل، ولغة الجسد بشكل عام.
الاستجابات الفسيولوجية: مثل معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، ونسبة التنفس.
أنماط السلوك: كالعادات اليومية، والتفاعلات الاجتماعية، والاستجابات للبيئة المحيطة.
وتعتمد التقنية على أدوات تحليل متطورة، تشمل التعلم الآلي (Machine Learning)، والشبكات العصبية الاصطناعية، إضافة إلى تقنيات معالجة اللغات الطبيعية (NLP)، مما يمنحها القدرة على تفسير الأصوات وفقا للسياق السلوكي والفسيولوجي للحيوان.
- هل يمكن أن نسمع ترجمة لنباح الكلب أو مواء القطة قريبا؟
رغم التقدم التكنولوجي الكبير، صرّح يو يونتينغ، المحامي القانوني لشركة بايدو في شنغهاي، أن الشركة لم تعلن بعد عن أي جدول زمني محدد لإطلاق هذه التقنية في الأسواق. وأوضح أن مراجعة براءات الاختراع قد تستغرق ما بين عام إلى خمسة أعوام، بحسب القوانين والإجراءات التنظيمية المعمول بها.
وأشار إلى أن هناك العديد من التطبيقات الصينية الأخرى التي تدعي تقديم خدمات مشابهة لترجمة أصوات الحيوانات، إلا أن تقنية "بايدو" تتميز بالشمولية والدقة العلمية، وهو ما يجعلها مختلفة نوعا ومضمونا عن المحاولات السابقة.
- محاولات سابقة لم تحقق الانتشار المطلوب.
منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جرت محاولات عديدة لتطوير أنظمة قادرة على فهم أصوات الحيوانات، مثل نباح الكلاب أو مواء القطط. إلا أن تلك التقنيات لم تنجح في تحقيق انتشار تجاري واسع، نظرا لضعف دقتها أو محدودية بياناتها، مما يجعل تقنية بايدو الجديدة بمثابة قفزة نوعية في هذا المجال.
- بايدو ... عملاق الذكاء الاصطناعي في الصين
تُعد بايدو (Baidu) من أبرز الشركات الصينية الرائدة في مجال الإنترنت والتكنولوجيا، وهي أكبر محرك بحث في الصين بحصة سوقية تتجاوز 75%. وتُعرف الشركة بريادتها في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتطوير أنظمة القيادة الذاتية ومنصات الحوسبة السحابية.
ومن أبرز إنجازات "بايدو" التقنية:
ERNIE: نموذج ذكاء اصطناعي متطور ينافس ChatGPT.
DuerOS: نظام تشغيل صوتي ذكي للمساعدات الرقمية.
Apollo: منصة القيادة الذاتية بالتعاون مع أكثر من 210 شركات سيارات.
Baidu Brain: منصة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر لتطوير التطبيقات.
- مستقبل التفاعل مع الحيوانات يبدأ الآن
تمثل هذه الخطوة من شركة "بايدو" محاولة جادة لتقريب المسافة بين البشر والحيوانات، وفتح باب جديد لفهم احتياجات الحيوانات ومشاعرها بطريقة علمية دقيقة، وإذا ما تم تطوير التقنية بنجاح، فقد نشهد في المستقبل القريب وسائل تواصل مباشرة بين الإنسان والحيوان، مما سيغير الكثير من المفاهيم المرتبطة برعاية الحيوانات وتدريبها وتربيتها.
المصدر: وكالة تاس الروسية
