logo yajnoub    

إصدار "كسر الحدود" لتنظيم داعش: تحليل شامل لأخطر رسائل الدعاية الجهادية

2025/05/15 - 03:14:48pm   

نشر تنظيم "داعش" الإرهابي في يونيو 2014 إصدارا مرئيا حمل عنوان "كسر الحدود"، وكان هذا الإصدار لحظة فارقة في تطور دعايته الإعلامية، لم يكن مجرد عرض لقوة التنظيم، بل كان إعلانا استراتيجيا عن رؤيته العابرة للدول والحدود، والتي تجلّت في إزالة الحواجز الترابية بين العراق وسوريا.
- ما هو إصدار "كسر الحدود"؟
"كسر الحدود" هو إصدار مرئي من إنتاج مؤسسة الفرقان الإعلامية، الجناح الإعلامي الرئيسي لتنظيم داعش، جاء بعد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل العراقية، وظهر فيه مقاتلو التنظيم وهم يهدمون السواتر الحدودية بين العراق وسوريا، في مشهد مسرحي مقصود بعناية.
- الرمزية والدلالة السياسية
كان مشهد كسر الساتر الترابي بين الدولتين أكثر من مجرد مشهد ميداني:
رمزيًا: أراد التنظيم أن يبعث برسالة مفادها أن اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت حدود دول الشرق الأوسط قد انتهت.
أيديولوجيا: أظهر التنظيم نفسه ككيان عابر للحدود الوطنية، وأعلن عن هدفه في إقامة "الخلافة الإسلامية".
دعائيا: قدم صورة للهيبة والانتصار، لجذب المجندين من مختلف أنحاء العالم.
- التحليل الإعلامي والدعائي للإصدار
اعتمد التنظيم في "كسر الحدود" على:
تصوير سينمائي احترافي مع موسيقى درامية ومونتاج ديناميكي.
لغة خطابية قوية من خلال كلمات المتحدث أبو محمد العدناني.
إيحاءات دينية وتاريخية تربط التنظيم بالخلافة الراشدة.
مشاهد مصممة للتأثير العاطفي، مثل تجنيد الأطفال، وإظهار السجناء، والاستعراض العسكري.
- أهداف التنظيم من إصدار "كسر الحدود"
1. ترسيخ فكرة الدولة: الإعلان عن كيان سياسي وجغرافي جديد.
2. الهيمنة الإعلامية: تقديم إصدار يصعب تجاهله إعلاميا.
3. إضعاف الحكومات المركزية: من خلال إظهار هشاشة الحدود بينها.
4. تجنيد المتعاطفين: من خلال تسويق فكرة "النصرة والتمكين".
- ردود الفعل الإقليمية والدولية
الحكومات العربية أدانت الإصدار واعتبرته تهديدا لوحدة الدول.
التحالف الدولي كثّف من عملياته الجوية إثر تنامي الخطر الإعلامي والميداني لداعش.
الخبراء الأمنيون رأوا فيه أداة فعالة في الحرب النفسية والدعاية السوداء.
- هل نجح التنظيم في تحقيق أهدافه؟
جزئيًا، نعم. فقد استطاع عبر هذا الإصدار أن يغيّر مفاهيم المواجهة الإعلامية:
لفت أنظار العالم.
ضخّ دما جديدا في صفوفه من خلال المجندين الجدد.
شكّل تهديدا فكريا وعقائديا عابرا للحدود الجغرافية.
لكن بالمقابل، فإن هذا النجاح الإعلامي لم يدم، إذ واجه التنظيم لاحقًا حملات عسكرية وأمنية وإعلامية مضادة قضت على أغلب كياناته الظاهرة بحلول عام 2019.
إصدار "كسر الحدود" ليس مجرد فيديو دعائي، بل هو وثيقة سياسية وأيديولوجية تكشف نوايا تنظيم داعش واستراتيجيته العميقة في تفكيك بنية الدول الحديثة. ورغم أن التنظيم قد تراجع، فإن مثل هذه الإصدارات تظل خطرا قائما، إذ تمثل وقودًا للتيارات المتطرفة الجديدة.

 

إصدار

أخبار ذات صلة