logo yajnoub    

تأثير التنمر الإلكتروني على صحة الأطفال النفسية

2025/05/16 - 08:29:37am    باسم عمور    

في ظل تزايد القلق العالمي بشأن الصحة النفسية للمراهقين، أظهرت دراسة وطنية أمريكية حديثة أن التنمر الإلكتروني بجميع أشكاله يجب اعتباره تجربة طفولية سلبية (ACE)، وهي فئة من التجارب المؤلمة في الطفولة ترتبط بضرر طويل الأمد على المستويات النفسية والعاطفية والجسدية.
- الأذى النفسي لا يقتصر على التهديدات المباشرة
غالبا ما يُفترض أن التحرشات الرقمية الشديدة فقط، مثل التهديدات الصريحة أو الهجمات القائمة على الهوية، هي ما يسبب الأذى الأكبر، إلا أن نتائج الدراسة تكشف واقعا مقلقا: حتى الأشكال غير المباشرة أو "غير المرئية" من التنمر الرقمي يمكن أن تؤدي إلى نفس الدرجة من الضرر النفسي.
- مشاركة آلاف الطلاب في دراسة وطنية
أجريت الدراسة من قبل جامعة فلوريدا أتلانتيك بالتعاون مع جامعة ويسكونسن-إيau Claire، واستهدفت عينة وطنية تمثيلية شملت 2,697 طالبا من المرحلتين الإعدادية والثانوية (تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما) في الولايات المتحدة.
تمحور البحث حول العلاقة بين 18 نوعا مختلفا من التنمر الإلكتروني وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، من خلال استخدام مقياس سريري مكوّن من تسعة عناصر معتمد دوليا.
التنمر الإلكتروني ... من الإقصاء إلى التهديد
شملت أشكال التنمر المدروسة:
الإقصاء من مجموعات الدردشة الرقمية
انتحال الهوية مثل إنشاء حسابات مزيفة باسم الضحية
السلوكيات المطاردة مثل تتبع الضحية بعد طلبه التوقف
التعليقات الجارحة والشائعات على وسائل التواصل
النتائج كشفت أن حتى الأفعال التي يُنظر إليها عادة كـ"طفيفة"، مثل الإقصاء أو الشائعات، تُحدث آثارا نفسية مشابهة للتهديدات المباشرة.
- الفتيات والمراهقون الأصغر أكثر تأثراً
أظهرت الدراسة أن الفتيات والمراهقين الأصغر سنا كانوا أكثر عرضة للمعاناة من أعراض الصدمة النفسية مقارنة بالفتيان أو الأكبر سناً. لكن عندما قام الباحثون بتحليل مدى تكرار تعرض الطلاب للتنمر، تبين أن كمية التعرض كانت العامل الحاسم الأكبر.
يقول الدكتور سامير هيندوجا، الباحث الرئيسي في الدراسة: "ما يهم فعلاً هو عدد مرات التعرض للتنمر الإلكتروني. فكلما زاد تعرض الطالب، زادت أعراض الصدمة النفسية التي يعاني منها. التنمر الرقمي وحده شكل نحو 32% من التباين في مستويات الصدمة النفسية بين الطلاب."
- النسبة الصادمة: 87% من الطلاب تعرضوا لشكل من أشكال التنمر الإلكتروني
ما يقرب من 9 من كل 10 طلاب (87%) أفادوا بتعرضهم لنوع واحد على الأقل من أشكال التنمر الإلكتروني الـ18، مما يؤكد الانتشار الواسع لهذا السلوك بين الشباب على الإنترنت، ويبرهن على أن العدوان الرقمي أصبح سلوكا مألوفًا في التفاعل الرقمي للمراهقين.
- توصيات لحماية نفسية الأطفال والمراهقين
شدد الباحثون على ضرورة تبني نهج قائم على الوعي بالصدمات النفسية، ويشمل ذلك:
تدريب المعلمين والمستشارين على التعرف على أعراض الصدمة
استخدام تقنيات نفسية مثل التأمل الواعي (Mindfulness)
إنشاء بيئات تعليمية آمنة وداعمة
توفير خطط تدخل فعالة في الأزمات
عدم التقليل من أي شكل من أشكال التنمر مهما بدا بسيطاً
يقول هيندوجا: "لحماية الأطفال بفعالية، يجب أن نتعامل مع أي نوع من التنمر على أنه قضية نفسية حقيقية، وليس مجرد سلوك مراهقين عابر."
- نحو مزيد من البحث والدعم الأسري
أكد الباحثون أهمية الدعم الأسري القوي، والصداقة، والمرونة النفسية كعوامل وقائية قد تحدّ من آثار التنمر الإلكتروني. كما دعوا إلى مواصلة البحث حول مدى استمرارية هذه الآثار النفسية حتى سن الرشد، وسبل مواجهتها.


المصدر:   ميديكال إكسبريس

 

 تأثير التنمر الإلكتروني على صحة الأطفال النفسية

أخبار ذات صلة

 

تابعونا