logo yajnoub    

خوارزمية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية

2025/05/17 - 06:32:46am    باسم عمور    

لطالما شكّل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) تحديا للعلماء، بسبب قدرته الفريدة على التخفي وراء سلالات متنوعة ومتجددة باستمرار، مما يجعل السعي لتطوير لقاح فعّال مهمة معقدة للغاية. فعلى الرغم من الاعتقاد السائد سابقًا بأن الفيروس يتواجد في صورة سلالات نقية أو أنماط فرعية مستقرة، تكشف الأبحاث الحديثة عن طبيعة تطورية دائمة للفيروس، تجمع بين عناصر خطيرة تزيد من صعوبة علاجه.
- التحديات العالمية أمام مكافحة فيروس HIV
يستمر الفيروس في إلحاق أضرار جسيمة بالصحة العالمية، حيث تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 40 مليون شخص يعيشون مع الفيروس حتى عام 2023، منهم 65% في إقليم أفريقيا التابع للمنظمة، جزء من تعقيد هذا الفيروس يتمثل في قدرته على الاختباء داخل خلايا الجسم، متجنّبا العلاج وحتى استجابات الجهاز المناعي.
- الحلّ من داخل المختبر: الذكاء الاصطناعي يدخل المعركة
الباحث في كلية شوليش للطب وطب الأسنان، أبيومي أولابودي، يعمل على تصميم خوارزمية متقدمة لتحليل سلالات فيروس HIV وتصنيفها بدقة، باستخدام أدوات تحليل الشبكات والبيانات الضخمة. ويقول أولابودي: "تحديد الأنماط الفرعية للفيروس بدقة هو المفتاح لتطوير لقاحات فعّالة."
وقد أظهرت أبحاثه أن معظم السلالات المتوفرة ليست نقية، بل عبارة عن مزيج معقّد من سلالات متعددة، مما يؤدي إلى ظهور طفرات مقاومة للأدوية يصعب علاجها.
- البحث الجماعي: تعاون مع أبرز علماء العالم
يتعاون أولابودي مع نخبة من الباحثين في مجالات علاج HIV ومقاومة الأدوية والطب الدقيق، مثل آرت بون، وإريك آرتس، وريتشارد غيبسون، وميغيل كينيونيس-ماتيو، ضمن جهود جماعية تهدف لفهم سلوك الفيروس والتصدي له على نحو أكثر فعالية.
- الحياة الاجتماعية للفيروس: تحليل غير تقليدي
في عام 2022، حصل أولابودي على اعتراف دولي بعد نشره دراسة في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences"، استخدم فيها تقنيات الشبكات الاجتماعية لدراسة جينومات فيروس HIV، وقد مكّنت هذه التقنية، المأخوذة من علم الاجتماع، الباحثين من تتبع أنماط انتشار الفيروس وتفاعلاته الداخلية.
ويؤكد أولابودي أن "فهم هذه الأنماط التفاعلية قد يوفر رؤى جديدة لتصميم لقاح فعّال وموجّه."
- استهداف الفيروس النائم: إعادة تنشيط الخلايا المصابة
يعمل أولابودي بالتعاون مع زميله آرتس على تطوير طرق لإيقاظ الفيروسات النائمة داخل الخلايا، مما يجعلها مرئية أمام الجهاز المناعي والأدوية، وتعتمد خوارزميته على مقارنة تسلسلات جينية مأخوذة من مرضى مصابين بالفيروس مع قاعدة بيانات ضخمة لتحديد المواقع المشتركة التي تُثير الاستجابة المناعية.
ويقول أولابودي: "التعرف على هذه الحلقات الجينية المشتركة هو الخطوة الأولى نحو إنتاج لقاح فعّال وبسعر في متناول الجميع."
- نحو حلول شاملة: الطب الدقيق للجميع
على الرغم من أن العلاجات المصمّمة خصيصا لكل فرد ما زالت باهظة التكلفة، يهدف تحليل أولابودي إلى تقديم حلول يمكن تطبيقها على نطاق واسع، مما يقرّب فكرة الوقاية والعلاج من جميع الفئات السكانية.
ويضيف: "إلى أن يصبح الطب الدقيق في متناول الجميع، نحتاج إلى استراتيجيات عامة تنجح مع أغلب الناس."
- جذور الإلهام: من نيجيريا إلى المختبرات العالمية.
وُلد أولابودي في نيجيريا، حيث تعرّف على عالم الأمراض المعدية في سن مبكرة من خلال والده، الذي كان عالما في مجال الفيروسات واللقاحات، وقد تركت معاناة الناس من الفيروس أثرًا عميقًا فيه، حيث يقول: "رأيت عن قرب ما يفعله المرض قبل أن تتوفّر الأدوية بأسعار معقولة."
وقد دفعه شغفه بالتحليل البيولوجي إلى دراسة الدكتوراه في مجال المعلوماتية الحيوية، مركزًا على مقاومة الأدوية في فيروس HIV وتطوّر الفيروسات ذات الأهمية الصحية العامة.
بقيادة باحثين مثل أولابودي، يقترب العالم أكثر من التوصل إلى حلول فعالة لفيروس نقص المناعة البشرية. ومع كل خطوة بحثية، تزداد فرص تطوير لقاح مناعي شامل، ما يعزز الأمل في تحسين حياة ملايين المصابين حول العالم.


المصدر:   ميديكال إكسبريس

 

 

 خوارزمية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية

أخبار ذات صلة

 

تابعونا