logo yajnoub    

روسيا تُعيد إحياء قنبلة سوفيتية أسطورية لمواجهة التحديات الحديثة

2025/05/22 - 06:27:38am    باسم عمور    

في مشهد يعكس عودة الأسلحة الكلاسيكية إلى الواجهة بأسلوب عصري، ظهرت القنبلة الجوية المضادة للدبابات "ПТАБ" مجددًا في ساحة القتال ضمن منطقة العملية العسكرية الخاصة، بعد أن أعاد الجنود الروس تطويرها وتكييفها لتناسب التحديات الميدانية الحديثة.
- السلاح الذي أرعب دبابات "تايغر" و"بانثر"
كانت هذه القنابل تُستخدم سابقا من قبل طائرات الهجوم السوفيتية الأسطورية "إيل-2" خلال الحرب الوطنية العظمى، والتي اشتهرت بقدرتها على تدمير دبابات العدو الألماني مثل "تايغر" و**"بانثر"**، وقد أطلق الألمان على هذه الطائرات لقب "الموت الأسود" بسبب قوتها التدميرية الساحقة.
- تصميم ثوري يعود لعام 1942
تم تطوير القنبلة ذات الشحنة الجوفاء في عام 1942 داخل المكتب المركزي للتصاميم رقم 22 تحت إشراف المهندس إيفان لاريونوف، كانت النسخة الأصلية تزن حوالي 10 كغ، إلا أنها تحولت لاحقًا إلى ذخيرة فرعية خفيفة الوزن لا تتجاوز 2.5 كغ، مما سمح باستخدامها على نطاق واسع من قبل طائرات إيل-2.
- أداء مدمر وقدرة اختراق مذهلة
كانت القنابل تُحمّل داخل حاويات تتسع لـ 48 قنبلة، بحيث تحمل الطائرة أربع حاويات في الطلعة الواحدة، وتغطي عند الإسقاط مساحة تُقدّر بـ 15×200 متر، وبفضل التصميم المتطور، كانت القنبلة قادرة على اختراق دروع يتراوح سمكها بين 60 إلى 100 ملم، وهو ما يفوق سماكة سقف دبابة "تايغر" التي تبلغ 40 ملم، و"بانثر" التي لا تتجاوز 30 ملم.
- أول استخدام قتالي: معركة كورسك 1943
تم استخدام قنبلة ПТАБ لأول مرة في 5 يوليو 1943 خلال معركة كورسك الشهيرة. وفي مذكراته "أجنحة النصر"، كتب مارشال الطيران السوفيتي سيرغي رودينكو قائلاً: "منذ بداية المعركة، واجه طيارونا بقوة نيران طائرات إيل-2 وقنابل ПТАБ دبابات الألمان "تايغر" و"بانثر" ومدمرات الدبابات "فيرديناند"."
ويُذكر أن الرائد ف. غولوبيف، بطل الاتحاد السوفيتي، كان أول من استخدم هذه القنبلة ضد رتل من الدبابات، حيث لاحظت القيادة مباشرة مدى فعاليتها الفائقة، إذ كانت تلتصق بدرع الدبابة وتنفجر بقوة، محدثة دمارا هائلا.
- انتشار واسع خلال الحرب الوطنية العظمى
بين عامي 1943 و1945، أصبح طراز ПТАБ-2.5-1.5 من أكثر القنابل الجوية استخداما في الجيش السوفيتي، حيث تم تزويد القوات بأكثر من 14.6 مليون قنبلة من هذا النوع، ما يعكس أهميتها الكبيرة في ترسانة الحرب.
- تطوير حديث على يد كتيبة هندسية روسية
في العصر الحديث، قام الجنود الروس المبتكرون في كتيبة الهندسة المستقلة التي تحمل اسم بطل الاتحاد السوفيتي ديمتري كاربشيف، بإعادة تصميم هذه القنبلة التاريخية. وقال أحد المشاركين في المشروع: "تم تزويدنا بقنابل ПТАБ القديمة لتحديثها. لم تكن مناسبة لمتطلباتنا الحالية، لذا قمنا بإضافة ذيل للقنبلة، وإزالة جهاز التفجير الأصلي، واستبداله بصاعق جانبي."
وأوضح أن القنبلة تدخل وضع القتال تلقائيًا عند الإسقاط، وتنفجر عند الاصطدام بالعوائق، كما أشار إلى أنه يمكن استخدام هذه القنابل لزراعة الألغام، ما يزيد من تنوع استخدامها في العمليات الحديثة.
- إحياء التراث العسكري وتوظيفه بذكاء
يُعد هذا التطوير نموذجا لدمج التراث العسكري السوفيتي مع التكنولوجيا الحديثة، ويُثبت مرة أخرى قدرة الروس على توظيف التاريخ العسكري الغني لصالح الابتكار والتفوق الميداني.


المصدر:   صحيفة روسيسكايا غازيتا

 

 روسيا تُعيد إحياء قنبلة سوفيتية أسطورية لمواجهة التحديات الحديثة

أخبار ذات صلة

 

تابعونا