logo yajnoub    

‏ترامب ينسف حظوظ العبادي! ‏د.علاء مصطفى\

2018/05/09 - 09:33:45pm   

-العراق
‏شكل اعلان الرئيس الامريكي الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران صدمة اقليمية كبيرة ستظهر ملامحها قريباً، وهو الامر الذي دفع الرئيس التركي الى انتقادها لتشخيصه إفرازاتها المستقبلية التي من شأنها إشعال المنطقة المتوترة اصلاً، والباحثة عن الامان وسط المفرقعات!
‏ترامب المتعجل بقراره سيعبث بملامح المنطقة ويغير اتجاه رياحها وسيعصف بحظوظ اهم مراكز استقرارها المتمثل بحياد بغداد التي أخذت تنسج لنفسها مكانة وسطى بين طرفي الخط المشتعل والممتد من طهران والمنتهي بتل ابيب، حيث ان هذه السياسة وكما هو معروف للجميع قد اقرتها الحكومة الحالية بقيادة حيدر العبادي الطامح لولاية ثانية سمتها الظاهرة تقوم على التهدئة مع الجوار وعدم الاقتراب من خطوط الاصطفاف وباطنها يحوي بنود التفاهم مع الجوار الخليجي وفتح أسواق العراق لسيل مشاريع الاستثمار غير الهادفة للربح المالي بقدر حرصها على استمالة الانسان بادوات ناعمة تجعله اكثر قرباً منها بعد عجز ادوات الضغط المختلفة عن تحقيق مآربها.
‏فايران اليوم عادت الى ميدان المواجهة مع الولايات المتحدة وتوابعها، وهو حال سيدفعها الى تأمين جانب الحلقة الاقرب بخلق عقبات
‏كثيرة في طريق تجديد ولاية العبادي والإجهاز على مشروع عزل العراق عن دعم خط المواجهة وهو الواقع بين عاصمتيه، الامر الذي يتم باستمالة الأطراف السياسية المتفقة معها ايديولوجيا "احزاب اسلامية" او براغماتياً"الاكراد" وأشعارها بضرورة عزل زعيم ائتلاف نصر وحرمانه من ولاية ثانية بجريرة تسرع امريكي غير محسوب كان من الاولى تأجيله بعض الوقت لكسب تشكيل حكومة عراقية بلا نكهات اقليمية ودولية!
‏واشنطن القلقة على مستقبل إسرائيل من تنامي وجود التيار الممانع في سوريا وتحوله الى رأس حربة جديد في الخاصرة الرخوة لربيبتها التي عانت الامرين من رأس الحربة التقليدي "حزب الله" وهو القلق المتولد من سيل رسائل الاعلام الاسرائلي المتميز بإقناع ترامب على عكس سلفه أوباما الذي رفض الربط بين امن الوجود اليهودي والنووي الايراني ليقينه بعدم قفزه الى مراحل تجعله بمصاف الدول النووية ولعلمه بصعوبة مراس المفاوض الإيراني الرافض للتنازل عن حق امتلاك هذه التقنية كونها حق سياسي للدول. وهكذا وقع سيد البيت الابيض الجديد بفخ افشال الاتفاق النووي، ووصفته بالفخ لعدم حصوله على اجماع دولي مما يحوّله الى قرار من جانب واحد لا تأثير فعلي له على الأرض، بعد تعالي الأصوات الرافضة من جميع الأطراف الموقعة على الاتفاق "اوربا" فضلاً عن رفض روسي وصيني صريح. واجهز على حظوظ تيارات سياسية في الشرق الاوسط كانت تعد ضمن خانة أصدقائه في لحظة انفعال.

 

أخبار ذات صلة

 

تابعونا


 








vast