كيف تؤثر التغيرات الموسمية والروتين الأسبوعي على جودة نوم الإنسان؟

قام فريق من جامعة فلندرز الأسترالية بتحليل بيانات نوم أكثر من 116,000 شخص على مدار ثلاث سنوات ونصف، أي ما يعادل نحو 73 مليون ليلة نوم. استخدم الباحثون أجهزة استشعار متقدمة توضع تحت المراتب لتسجيل طول فترة النوم وتوقيته بدقة.
وأظهرت النتائج أن أنماط النوم لا ترتبط فقط بالعادات الفردية، بل تتأثر بشكل مباشر بالعوامل البيئية المحيطة. وتشمل هذه العوامل طول ساعات النهار، ودرجة الحرارة، والموقع الجغرافي، وحتى الروتين الأسبوعي، مما يؤكد على الطبيعة الموسمية للنوم وتأثره بالمكان والزمان.
- نوم أطول في الشتاء ... وقصره في الصيف
توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في نصف الكرة الشمالي ينامون خلال فصل الشتاء أكثر بمعدل يتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة مقارنةً بمن يعيشون في نصف الكرة الجنوبي خلال فصل الصيف. كما تبين أن التباين الموسمي في أنماط النوم يزداد كلما ابتعدنا عن خط الاستواء، مما يعكس التأثير القوي لتغيرات الضوء والحرارة على تنظيم النوم.
- تغير نمط النوم في عطلات نهاية الأسبوع
كشفت الدراسة أن الأشخاص يغيرون جداول نومهم بشكل ملحوظ خلال عطلات نهاية الأسبوع. ففي المتوسط، ينام الناس في يومي السبت والأحد متأخرين بمعدل 30 إلى 40 دقيقة، ويزيدون من مدة نومهم بما يصل إلى 80 دقيقة لتعويض ما فقدوه من نوم خلال الأسبوع. وقد لاحظ العلماء أن الأشخاص في منتصف العمر (بين 40 و60 عاماً) يظهرون أعلى درجات التباين في أنماط نومهم، وذلك بسبب التوازن الصعب بين التزامات العمل والحياة الأسرية.
- حتى التغيرات الطفيفة تؤثر على صحتك
يحذر الباحثون من أن التغيرات الطفيفة في مدة النوم، مثل تأخير النوم أو تقليله، قد تؤثر سلباً على الساعة البيولوجية للجسم، وتنعكس على الصحة الجسدية والنفسية، ويعتبر النوم غير المنتظم عاملاً خطيراً قد يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة، وتشير الدراسة إلى أن فهم تأثير البيئة والعادات على النوم يمكن أن يساعد في تحسين جودته، ويجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية.
- استنتاجات ودعوة للتوعية الصحية
تعد هذه الدراسة الأكبر من نوعها في رصد وتحليل أنماط النوم البشرية على نطاق عالمي، وهي تسلط الضوء على أهمية التكيف مع التغيرات الموسمية والروتين الأسبوعي للحفاظ على صحة النوم. ويدعو الباحثون إلى نشر الوعي بين الأفراد والجهات الصحية بأهمية النوم المنتظم وتأثير العوامل الخارجية عليه، خاصة في ظل نمط الحياة الحديث المتغير باستمرار.

المصدر:   Yajnoub