logo yajnoub    

أحمد قبلان: لحماية الحراك من الأوكار والمفاتيح السوداء والجمعيات المقنعة

2019/11/22 - 09:45:50pm   


إعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة، أننا “في أزمة مفصلية، أطاحت بالاستقلال والبلد، لأن الاستقلال دولة عادلة وسلطة ضامنة، دولة دون أوكار، دولة بلا حيتان مال وظيفتهم نهب البلد وتجويع الناس، الاستقلال يعني دولة حريصة جدا على شعبها وناسها، لأن الناس إذا جاعت، ربما تمكنت منها يد الشياطين، فيما الشيطان الحقيقي هو من نهب البلد واستغل وجوده في السلطة لصالح مقاوليه وشركاته وأتباعه، فضيع أمانة الله في البلاد والعباد”.
ولفت إلى “أن أكثر الشعب- وللأسف- شريك في هذا الظلم، وذلك الفساد، خاصة من يتظلم على طريقة استبدال فاسد بفاسد، أو طاغية بطاغية، أو يمعن بسحق هذا البلد أو يتعامل مع البلد على أنه متراس أو كانتون أو قطع طريق، أو غرف سوداء وأوكار. مع أن انتفاضة الشارع بغاية الأهمية بل هي ضرورة مقدسة، وهي بحجم وطن موضوع على حد السيف، لذلك، مرفوض أن تتحول الانتفاضة كنتونا أو عملية ابتزاز، أو وسيلة تصفية سياسية، خاصة أن مجموع المعطيات تؤكد أن بعض شرائح الحراك مرتبط جدا بغرف وأوكار ليست لمصلحة البلد، وبمفاتيح لها ارتباط أسود في السفارات وغيرها، وهذا ممنوع وغير مسموح به حتى لا يضيع البلد، فيما صوت الناس ووجعهم وفقرهم وبؤسهم وحقهم أمر مقدس”.
وطالب ب”ضرورة حماية الحراك من الأوكار والمفاتيح السوداء والجمعيات المقنعة والعقليات التي تستثمر بالحقد والكراهية، وبعض الشخصيات السيئة التاريخ، أو تلك المرتبطة بعقلية الخوات، والحواجز على الطرقات، وحض المتظاهرين على العداوة. على أن الشعب اللبناني كله ضد الفساد والنهب والسرقة والاستئثار والصفقات، ضد الطائفية وتقاسم الدولة وتمليك البلد للمقاولين والعائلة، لكن البلد ضيق، والناس كلها تعرف بعضها. من الطبيعي جدا أن لا تتظاهر شريحة تحت يافطة اجتماعية ممسوكة من قناع أسود أو إقطاعي ما زال إلى اليوم يتعامل بها في الطريق”.
وأكد “ضرورة أن نربح الحراك ومشروع الدولة معا، وهذا يفترض حماية الحراك، وحماية الدولة من السقوط، والصيد المباغت، خاصة أن مطالعة فيلتمان فضحت المؤامرة، وأكدت أن الأمريكي وبكل وضوح لا يريد لبنان قويا أو بلدا ثريا بخلفية النفط، بل يريد بلدا مضطربا وضعيفا وممزقا من الداخل؛ وتاريخ الأمريكي بالبلد سيء للغاية، لكن الأسوأ من ذلك جماعة المقاولين الذين يتعاملون مع السفارة الأمريكية من باب تجار وطن”.
ورأى أنه “وحتى يكون الحراك شعبيا ووطنيا، لا بد من ملاقاة كافة شرائح الشعب على قاعدة الشراكة الكاملة بتطهير الدولة من الفساد، وإلا فإن بعض القابعين في الغرف السوداء يريدون قلب موقع البلد، لا قلب شياطين البلد وسياسات فسادهم. ولنا ملاحظاتنا الجدية على هوية بعض مفاتيح الحراك وتبعياتهم، وليس على أصل الحراك، ولن نقبل بالفوضى ولا بلعبة إسقاط البلد إلى القعر، بحجة ضرورة إسقاط السلطة الفاسدة، لأن وضع البلد حرج للغاية، والإمعان في تجاهل حقيقة البلد يعني إسقاط البلد، فيما المطلوب من الجيش والقوى الأمنية حماية لبنان وكل شرائح شعبه، وليس لبس الأقنعة، لأن لبس الأقنعة خيانة، فلبنان ليس بوليفيا لمن يفهم الفرق بين الاثنين حتى لا يلعب بالنار، لأن أي خطأ كبير هذه المرة سيكون الخطأ الأخير”.
وشدد بمناسبة عيد الاستقلال على “دور الجيش والقوى الأمنية كقوى وطنية ممنوعة على السياسة والأوكار، كما نؤكد ضرورة إنتاج قوى سياسية، تاريخها وحاضرها وطني، بعيدا عن لعبة الطائفية، وإلا فإن بقاء الطائفية يعني وطنا ممزقا، وبلدا مفتوحا على الشراء والبيع. فالاستقلال يعني سلطة وطن، ودولة تحمي البلد والشعب والموارد من السرقة والنهب والمقاولين والصفقات. وهذا للأسف لم تستطعه أي سلطة حتى الآن، لأسباب كثيرة أهمها السرطان الطائفي الذي حول البلد إلى جبنة وكعك. لذلك مطلوب تنفيذ ورشة وطنية للخلاص من السرطان الطائفي، والشروع بقانون انتخاب لا طائفي، كأساس ضروري لإنقاذ البلد من بحر الفساد”.
وختم قبلان: “في يوم الاستقلال يتوجب علينا أن نرفع آيات التعظيم لكل من ضحى واستشهد وقدم دماءه وإمكاناته في سبيل تحرير هذا البلد من العدو الصهيوني وقطع يد التكفيري عنه، وبالأخص المقاومين الشرفاء الذين كانوا وما زالوا صمام أمان هذا البلد وحراسه، بل هم تاج عزة هذا البلد”.



 

أحمد قبلان: لحماية الحراك من الأوكار والمفاتيح السوداء والجمعيات المقنعة

أخبار ذات صلة