ألماعز عمل أبو هيثم ألدائم ؛ يكفيه حاجته للحياة بكرامة
حكمت علي ألظروف أن أترك بلدتي معركة و ألتوجه نحو بيروت بحثا عن لقمة ألعيش .
وجدت عملا يوفر لي ، و لعائلتي لقمة عيش كريمة .
و رغم وجودي في بيروت ؛ بقي راعي ألماعز أبو هيثم زيات راسخا في ذاكرتي .
فكلما توجهت إلى ألبلدة أتوجه لمنزلي و أطمئن على ألعائلة ، و بعد ذلك أنتظر حلول ألمساء لتحملني قدماي وأتوجه نحو بلدة طيردبا حيث يقيم الراعي أبو هيثم .
أما السبب فيعود لرؤية قطيع ألماعز و هو يعود للمبيت ، و ما هي إلا بضع دقائق فأسمع رنين ألأجراس عن بعد ، فأعلم أن ألقطيع بات على وشك ألوصول إلى ألحظيرة . أنه منظر جميل لا يغادر فكري . . فألقطيع يتقدمه كبشان ضخمان معلق على رقبة كل منهما أجراس رنينهم يذكرني بجرس ألمدرسة الذي كان يقرعه ألناظر ، كما يكونان مزينان بقطع من ألصوف أو ألقماش الملون .
و عندما تسأل أبو هيثم عن سبب وجود كلبان برفقة ألقطيع ؟ فيجيبك بأبتسامة خفيفة ، فيها شيئ من ألأستعلاء ، و كأنه يقول ؛ يلعن ألمدينة يلي بتخلي ألشب يبطل يعرف عادات و تقاليد ألضيعة .
يقول أبو هيثم ؛ انت تعرف أن في محيط ألضيعة براري واسعة و لا تخلو من الوحوش ألمفترسة ، فمهمة ألكلبان حماية ألقطيع ، هذا أولا ، اما ثاني مهمة جمع بعض ألعنزات ألتي تشرد عن ألقطيع . أما ثالثا ، و هذا ألأهم ، حراسة ألحظيرة من أللصوص .
تسأل ابو هيثم هل من مشاكل تواجهك مع ألأهالي؟ فيقول : ألعنزة غالبا لا تقتات عن ألأرض بل غريزتها أن تقتات من ألأماكن ألعالية و هذا ما يدفع بها لتناول اطراف أغصان ألاشجار ألامر ألذي يسبب مشاكل مع صاحب ألأشجار و تحل ألأمور حبيا و من باب رد ألجميل أعمل على "أهداء" صاحب ألاشجار ألمتضررة سطل لبن أو لبنة ، و على قول المثل "كفى الله ألمؤمنين شر ألقتال" .
وبتنهيدة عميقة ينهي حديثه معي متذكرا أنه لم يعرف من دنياه ومنذ كان طفلا إلا رعي ألماعز ، و هذا عمل ورثه أبا عن جد وهو بفتخر بعمله لما يعطيه من مردود مادي ناتج عن بيع ألحليب و أللبن و أحيانا أللبنة عدا عن بيع بعض ألماعز للحامين كون لحومها خالية من ألدسم ولها بعض ألناس الذين يفضلونها عن غيرها من باقي أللحوم .
تقرير جواد
تصوير فوزي سليمان
أخبار ذات صلة