حل لغز كوني عمره 100 عام: أربعة كواكب مخفية قرب الأرض
أكد علماء الفلك وجود أربعة كواكب صخرية صغيرة تدور حول نجم برنارد، أقرب نجم منفرد إلى مجموعتنا الشمسية، على بعد ست سنوات ضوئية فقط من الأرض، جاء هذا الاكتشاف التاريخي بعد قرن من المحاولات الفاشلة والادعاءات غير المثبتة، ليُضاف إلى قائمة الإنجازات العلمية التي توسّع فهمنا للكون ومكاننا فيه.
نظام كوكبي جديد في الجوار الكوني
على مدار سنوات، أثار نجم برنارد اهتمام العلماء، لكنه كان مصدرا للكثير من الإنذارات الكاذبة بوجود كواكب، أما اليوم، وبفضل أجهزة الرصد فائقة الحساسية مثل MAROON-X وESPRESSO، تم تأكيد وجود أربعة كواكب دون الأرض في الحجم تحمل الرموز: b، c، d، وe. هذا الاكتشاف يضيف نظامًا كوكبيًا جديدًا إلى خريطة الكواكب القريبة من الأرض.
تقنية الكشف: عندما تهمس الكواكب
استخدم الباحثون تقنية السرعة الشعاعية، التي ترصد التذبذبات الدقيقة في ضوء النجم نتيجة جاذبية الكواكب. غير أن التحدي الأكبر كان في تمييز هذه الإشارات الضعيفة جدًا عن الضوضاء الطبيعية للنجم، التي تعادل عشرة أضعاف الإشارة الكوكبية، إذ بلغت تذبذبات الكواكب المكتشفة من 0.2 إلى 0.5 متر في الثانية فقط، أبطأ من سرعة مشي الإنسان.
باستخدام نماذج رياضية متقدمة، استطاع العلماء فصل هذه الهمسات الكوكبية من ضجيج النجم، وهو إنجاز تقني وعلمي كبير في مجال اكتشاف العوالم الخارجية.
أدوات دقيقة تكشف العوالم الخفية
البيانات التي اعتمد عليها الباحثون تم جمعها من:
MAROON-X: أداة دقيقة لرصد السرعة الشعاعية، متصلة بتلسكوب جيميني في هاواي.
ESPRESSO: أداة مماثلة متصلة بالتلسكوب الكبير جدًا (VLT) في تشيلي.
وقد تم سابقا تأكيد وجود الكوكب b عبر ESPRESSO، بينما كشفت البيانات الحديثة ثلاثة كواكب إضافية تدور حول نفس النجم.
كواكب غير صالحة للحياة ... لكن واعدة علميًا
رغم أن الكواكب الأربعة قريبة جدا من نجمها القزم الأحمر، ما يجعلها شديدة الحرارة وغير صالحة للسكن، إلا أن أهميتها تكمن في تأكيد قدرة العلماء على اكتشاف عوالم صغيرة بحجم الأرض أو أصغر. فالفترات المدارية لهذه الكواكب قصيرة للغاية، حيث لا يتجاوز "العام" على أقرب كوكب يومين أرضيين، في حين يبلغ على الأبعد منها أقل من سبعة أيام.
مع أن هذه العوالم ليست مأهولة، إلا أن اكتشافها يفتح الأفق أمام العثور على كواكب مشابهة للأرض، وربما قابلة للحياة، باستخدام نفس التقنيات الدقيقة.
فريق دولي يقود ثورة في علم الفلك
قاد فريق دولي من العلماء بقيادة ريتفيك باسانث من جامعة شيكاغو هذا الاكتشاف الهام، وقد نُشر البحث في مجلة The Astrophysical Journal Letters في مارس 2025، ثم أدرجت ناسا هذه الكواكب رسميا في أرشيفها للكواكب الخارجية بتاريخ 13 مارس 2025.
من إرث القرن الماضي إلى مستقبل البحث الكوني
تم اكتشاف نجم برنارد عام 1916 من قبل عالم الفلك الرائد إدوارد إيمرسون برنارد، واليوم وبعد أكثر من قرن، تحقق حلم العلماء في كشف أسرار هذا الجار الكوني الغامض. ومع كل اكتشاف جديد، نقترب أكثر من الإجابة على السؤال الأزلي: هل نحن وحدنا في هذا الكون؟
المصدر: SciTechDaily.com
