logo yajnoub    

موقع أثري يحير العلماء منذ أكثر من ثلاثة عقود

2025/04/12 - 05:25:20am   

في أعماق جبال الأنديز بجنوب بيرو، وتحديدا بالقرب من بحيرة تيتيكاكا، ينتصب باب صخري ضخم يعرف باسم "بوابة الآلهة" أو "آرامو مورو"، منحوت بدقة متناهية في صخور الحجر الرملي الأحمر، يبلغ ارتفاع هذا الباب الغامض 7 أمتار وعرضه 6.7 أمتار، ويُعد من أكثر المعالم الأثرية إثارة للدهشة والجدل في العالم.

اكتشاف غير تقليدي: رؤى وأحلام تقود إلى الاكتشاف

تم اكتشاف "بوابة الآلهة" في عام 1996 من قبل المرشد السياحي المحلي خوسيه لويس ديلغادو ماماني، الذي ادعى أنه توصل إلى موقعه الغامض من خلال رؤى حلم بها وحكايات تناقلها أفراد أسرته حول "بوابة خفية" في الجبال. هذا الاكتشاف غير التقليدي فتح الباب أمام نقاشات واسعة في الأوساط العلمية والروحية على حد سواء.

خصائص هندسية مدهشة وتصميم يثير التساؤلات

يتميّز هذا الباب الصخري بفتحة مركزية دقيقة التصميم على شكل حرف T، يبلغ ارتفاعها مترين وعرضها مترا واحدا، وتحيط بها أخاديد عمودية دقيقة، قد تكون عناصر زخرفية أو ذات وظيفة مجهولة. التصميم العام يوحي بمدخل وهمي لا يؤدي إلى أي مساحة داخلية، ما يزيد من غموض الموقع.

تفسيرات متضاربة: بين حضارات قديمة وكائنات فضائية

يرى بعض الباحثين، مثل عالم الآثار الدكتور محمد فيروز خان، أن الهيكل يعود إلى حضارات سبقت الإنكا، وربما يكون من إبداع حضارة "تيواناكو" التي ازدهرت في المنطقة بين عامي 200 قبل الميلاد و1000 ميلادي. غير أن دقة النحت، وغياب أي مادة عضوية تساعد في تحديد تاريخ النصب بدقة، جعل من الصعب التوصل إلى تفسير حاسم. بعض النظريات الأكثر جرأة تشير إلى تدخل كائنات فضائية في إنشاء هذا المعلم.

البوابة في الأساطير الشعبية: "باب الشيطان" و"عالم الآلهة"

لطالما عرف شعب "الأيمارا"، وهم من السكان الأصليين في مرتفعات الأنديز، هذه البوابة باسم "باب الشيطان" أو "مكان الأرواح"، وتروي الأساطير أن الشامان كانوا يستخدمونها كمدخل للتواصل مع الأرواح أو للعبور إلى عوالم أخرى. كما تنقل أسطورة قديمة عن حضارة الإنكا قصة الكاهن "آرامو مورو" الذي استخدم قرصًا ذهبيًا مقدسًا لفتح الباب والاختفاء في "عالم الآلهة" هربًا من الغزاة الإسبان.

الشعائر الروحية والنظريات الخارقة

حتى يومنا هذا، لا يزال الموقع مقصدا للعديد من الشامان الذين يؤدون طقوسًا روحية أمام البوابة، في حين يتجنبه آخرون خشية أن يفتح الدخول غير المصرح به عوالم غامضة أو يغضب الأرواح. وقد ادعى بعض السياح شعورهم بـ"طاقة خارقة" عند لمس الباب، بينما أفاد آخرون برؤية أضواء غريبة أو سماع همسات خافتة ، ومع ذلك لم تسجل القياسات العلمية أي نشاط كهرومغناطيسي غير طبيعي، ما يعمق الغموض المحيط بالموقع.

فرضيات مثيرة: من بوابة فضائية إلى مملكة تحت الأرض

تتعدد الفرضيات حول الغرض الحقيقي من "بوابة الآلهة"، وأبرزها:
بوابة فضائية: يعتقد بعض الباحثين أن القرص الذهبي المشار إليه في الأسطورة قد يكون جهازا تكنولوجيا متطورا سمح بالسفر بين الأبعاد.
مدخل لمملكة تحت الأرض: تفترض نظرية أخرى أن الباب كان يؤدي إلى مدينة أو معبد مخفي تحت الأرض، أغلق لاحقا لأسباب مجهولة.

بوابة الآلهة: لغز لا يزال ينتظر الحل

رغم مرور ما يزيد عن ثلاثة عقود على اكتشاف "بوابة الآلهة"، لا تزال الأسئلة أكثر من الإجابات. هل هي مجرد نحت رمزي من حضارة قديمة؟ أم أنها مدخل فعلي إلى عوالم أخرى كما تقول الأساطير؟ إلى أن تكشف الأبحاث القادمة أسرار هذا المعلم العجيب، ستظل "آرامو مورو" بوابة مفتوحة على الغموض والدهشة.

 

موقع أثري يحير العلماء منذ أكثر من ثلاثة عقود

أخبار ذات صلة