الأسباب العلمية للحساسية الموسمية وطرق الوقاية والعلاج الفعّال
إذا كنت تعاني هذا الربيع من سعال، عطاس، عيون دامعة ومتهيجة، فربما تكون قد انضممت إلى ملايين الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية، والتي تعرف طبياً باسم "التهاب الأنف التحسسي".
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن واحداً من كل أربعة بالغين يعاني من هذه الحالة، سواء منذ الطفولة أو حديثا، فبحسب الأطباء، يمكن أن تتطور الحساسية في أي مرحلة من مراحل العمر.
- لماذا الآن؟ ولماذا بهذه الشدة؟
تؤكد "مارغريت هنتوورك"، أخصائية المناعة والحساسية في كلية الطب بجامعة تولين، أن ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الرطوبة أديا إلى تغيّر في أنماط انتشار حبوب اللقاح.
وقد قفزت مدينة نيو أورلينز إلى المركز الثاني في قائمة "عواصم الحساسية" الأمريكية، بعدما كانت تحتل المركز 34، بسبب ارتفاع كثيف في عدد حبوب اللقاح الناتج عن إعصار فرانسيسين ودرجات حرارة قياسية في نوفمبر الماضي.
- تغيّر المناخ يجعل الأمور أسوأ
بحسب الدكتور "بورفي باريك"، المتحدث باسم شبكة الحساسية والربو، فإن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة ثاني أكسيد الكربون يساعدان النباتات على إنتاج المزيد من حبوب اللقاح، مما يؤدي إلى مواسم أطول وأكثر شدة للحساسية.
وقد لاحظ الأطباء تزايد الأعراض لدى المرضى، ولفترات أطول على مدار السنوات العشر الأخيرة.
- لماذا قد تبدأ الحساسية فجأة عند البالغين؟
أحيانا، تظهر الحساسية بعد الانتقال إلى بيئة جديدة أو عند التعرض لأول مرة لنوع جديد من حبوب اللقاح. ويؤكد الأطباء أن جهاز المناعة قد يتفاعل بعد تأخير، خاصة بعد العيش في مكان جديد لمدة عام أو أكثر.
وتلعب الوراثة والبيئة معا دورا في ظهور هذه الحالات.
- حبوب اللقاح: 3 مواسم رئيسية
1. حبوب لقاح الأشجار: من أواخر الشتاء حتى منتصف الربيع (بلوط، دردار، قيقب، أرز).
2. حبوب لقاح الأعشاب: من الربيع حتى الصيف (برمودا، الشوفان، العشب الأزرق).
3. حبوب لقاح الأعشاب الضارة: من الصيف حتى الخريف (عشبة الرجيد، عشبة الخنزير، الشيح).
وتساهم الرطوبة العالية وقلة الأيام الباردة في الجنوب الأمريكي في تمديد مدة كل موسم.
- هل هي حساسية فعلًا أم شيء آخر؟
إذا لاحظت أن الأعراض تتحسن عند الابتعاد عن مصدر التهيج، فغالبًا ما تكون حساسية، أما إذا استمرت الأعراض بغض النظر عن البيئة، فقد تكون "التهاب الأنف غير التحسسي"، والذي ينتج عن مهيجات غير بيئية مثل الحرارة أو الرطوبة.
- ما الذي يحدث داخل الجسم؟
عند التعرض لمادة مثيرة للحساسية، يفرز الجسم مادة "الهيستامين" كرد فعل مناعي، ما يسبب الأعراض التقليدية كالسعال، العطاس، انسداد الأنف، والحكة في العينين.
- من الأكثر عرضة للإصابة؟
وفقا للمسح الوطني الصحي في أمريكا:
النساء أكثر عرضة من الرجال (30% مقابل 21%)
البالغون البيض (28%) أكثر من السود (24%) أو اللاتينيين (24%) أو الآسيويين (17%).
- ما هي طرق التخفيف من الأعراض؟
رغم أن تجنّب المُهيجات بالكامل أمر شبه مستحيل، إلا أن هناك عدة خطوات فعّالة للتقليل من الأعراض:
إغلاق النوافذ والأبواب في فترات ارتفاع اللقاح
تبديل الملابس فور العودة من الخارج
الاستحمام بعد أي نشاط خارجي
تنظيف الأسطح وأغطية السرير بانتظام
استخدام جهاز تنقية الهواء المزود بفلتر HEPA
- العلاج الطبي: متى وكيف؟
يمكن استخدام أدوية الحساسية المتوفرة بدون وصفة للتعامل مع الأعراض الخفيفة إلى المتوسطة. لكن إذا لم تُجدِ نفعًا، يجب مراجعة طبيب متخصص في الحساسية لتحديد نوع حبوب اللقاح المسبب ووصف العلاج المناسب.
وقد يشمل العلاج:
العلاج المناعي تحت اللسان (قطرات)
الحقن المناعية، والتي تقلل من شدة الأعراض مع الوقت
وتفيد هذه العلاجات بشكل خاص من يعانون من أعراض متوسطة إلى شديدة أو من يقضون وقتا طويلاً في الهواء الطلق.
- انتبه: الحساسية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة
تحذر الدكتورة "باريك" من أن بعض حالات الحساسية قد تتطور إلى ربو تحسسي، وتسبب أعراضاً تنفسية خطيرة مثل: السعال المستمر، صفير في الصدر، ضيق التنفس.
وتؤكد: "نشهد في هذا الوقت من العام ارتفاعًا في نوبات الربو، والتي قد تكون مميتة إذا لم تُعالج بشكل مناسب. هناك 11 حالة وفاة يوميًا في أمريكا بسبب الربو، وكلها تقريبا يمكن الوقاية منها".
- خرافة شائعة: هل العسل المحلي يساعد؟
رغم الاعتقاد السائد بأن تناول العسل المحلي يُكسب الجسم مناعة ضد حبوب اللقاح، إلا أن الأطباء يعتبرونه خرافة لا أساس علمي لها، لأن حبوب اللقاح المسببة للحساسية لا تكون عادة من نفس النوع الموجود في العسل.
المصدر: webmd
