عدد الخطوات المثالية يوميا لتعويض الجلوس الطويل وتقليل خطر الموت

لطالما سمعنا أن على البالغين السعي لتحقيق 10,000 خطوة يوميا، وهي نصيحة منتشرة عالميا رغم أنها لا تأخذ في الاعتبار الفروقات الكبيرة في أنماط الحياة البشرية وظروف الأجسام المختلفة.
لكن دراسة جديدة تشير إلى أن هذا الرقم قد لا يكون مقدسا كما كنا نعتقد.
- دراسة دولية تكشف الأمل لذوي الأعمال المكتبية
في العام الماضي، أجرى فريق بحثي دولي دراسة على أكثر من 72,000 شخص، واكتشفوا أن حتى أكثر الأشخاص خمولاً يمكنهم تقليل مخاطر الجلوس الطويل بشكل كبير من خلال زيادة عدد خطواتهم اليومية.
وقد ركزت الدراسة على مشكلة متنامية في المجتمعات الحديثة، وهي أنماط الحياة الخاملة التي ترتبط بارتفاع خطر الوفاة بأمراض القلب، والإصابة بالسرطان، والسكري، وقصر العمر.
- المزيد من الخطوات، حياة أطول
كشفت الدراسة أن زيادة عدد الخطوات اليومية – مهما كان مستوى الجلوس – ترتبط بانخفاض كبير في خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
هذا يعني أن أصحاب الأعمال المكتبية ليسوا محكومين بالمصير المظلم كما يُعتقد، لكن الباحثين يؤكدون أن تقليل وقت الجلوس لا يزال ضروريا.
- تحذير علمي: الحركة ليست بديلاً كاملاً
قال الباحث "ماثيو أحمَدي" من جامعة سيدني:
"هذه النتائج لا تعني أن بإمكاننا الاستمرار في الجلوس لساعات طويلة دون قلق، لكنها تحمل رسالة صحية مهمة: كل حركة لها أثر، ويجب على الناس محاولة تعويض فترات الجلوس بالحركة قدر الإمكان."
- كيف تم إجراء الدراسة؟
اعتمدت الدراسة على بيانات من مشروع "UK Biobank"، وهي قاعدة بيانات صحية طويلة المدى بدأت عام 2006.
تم جمع معلومات من المشاركين على مدى متوسط بلغ 6.9 سنوات، حيث ارتدى كل منهم جهازا على المعصم لقياس النشاط البدني والوقت الذي يقضونه في الجلوس.
بلغ متوسط الجلوس اليومي 10.6 ساعات، وتم تصنيف من تجاوز هذا الوقت بأنهم أصحاب "نمط حياة خامل مرتفع".
- ما هو الرقم المثالي للخطوات؟
كشفت النتائج أن تحقيق ما بين 9,000 إلى 10,000 خطوة يوميا هو العدد الأمثل لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 21%، وخطر الوفاة بنسبة 39%، لدى أصحاب الأنماط الخاملة.
لكن اللافت أن 50% من هذه الفوائد ظهرت بالفعل عند بلوغ 4,000 إلى 4,500 خطوة يوميا، مما يعني أن كل خطوة تُحدث فرقا، حتى وإن لم تصل إلى الحد الأقصى المثالي.
كتب الباحثون:
"أي عدد من الخطوات اليومية فوق الحد المرجعي البالغ 2,200 خطوة، ارتبط بانخفاض خطر الوفاة وأمراض القلب، سواء كان نمط الجلوس منخفضا أو مرتفعا."
نُشرت هذه الدراسة في مجلة "British Journal of Sports Medicine"، وهي تعزز فكرة أن النشاط البدني المنتظم، حتى لو كان بسيطا كالمشي، يمكن أن ينقذ الحياة.

المصدر:   Sciencealert