logo yajnoub    

دراسة جديدة تكشف أن تغيّرات الأمعاء المرتبطة بالعمر قد تسرّع تطوّر خلايا ما قبل سرطان الدم

2025/04/28 - 06:39:06am   

في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature، كشف باحثون من مركز "سينسيناتي للأطفال" بالتعاون مع فريق دولي من العلماء، عن رابط غير متوقع بين صحة الأمعاء وتطوّر سرطان الدم. وتشير النتائج إلى أن التغيرات المرتبطة بالعمر في الأمعاء قد تحفز نمو خلايا دم غير طبيعية تُعرف بخلايا ما قبل سرطان الدم.
هذه الخلايا، التي يمكن أن تتطوّر لاحقا إلى سرطان الدم، تنشط عندما تتسرب نواتج بكتيرية من الأمعاء إلى مجرى الدم. ويكمن التهديد الحقيقي في مادة تُنتجها بعض البكتيريا تُدعى "ADP-heptose"، التي تعمل كإشارة تحفيزية لتكاثر هذه الخلايا الضارة
- البكتيريا والدم: تسلل صامت يقود للسرطان
مع تقدم الإنسان في السن، تضعف بطانة الأمعاء، ما يسمح بمرور نواتج البكتيريا إلى الدم. وفي كبار السن، تتكاثر بكتيريا معينة تنتج مركب "ADP-heptose"، الذي تم رصده فقط في دم كبار السن أو في من يعانون من اضطرابات معوية.
وأظهرت الدراسة أن هذه المادة تحفز تكوين هياكل دقيقة تُعرف بـ"TIFAsomes" داخل خلايا الدم، والتي تعد مؤشراً على تحفيز نمو خلايا ما قبل سرطان الدم. كما طور الباحثون اختباراً دموياً جديداً لقياس هذا النشاط، مما يمهد الطريق لتشخيص مبكر أكثر دقة.
ما هو CHIP ولماذا هو مهم؟
يشير مصطلح CHIP إلى "تكوّن الدم الكلوني المحتمل غير المحدد"، وهو حالة يكتسب فيها الإنسان طفرات في خلايا الدم تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل سرطان الدم، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية. وتُقدّر الدراسات أن ما بين 10 إلى 20% من البالغين فوق سن السبعين لديهم CHIP، دون أن تظهر عليهم أعراض أو أن يتم تشخيصهم.
أجرى الباحثون تجارب على فئران تحاكي حالة CHIP، ووجدوا أن تعرض هذه الفئران لمركب "ADP-heptose" أدى إلى توسع كبير في الخلايا ما قبل السرطانية.
مستقبل جديد للعلاج: استهداف ALPK1
خلال الدراسة، اكتشف العلماء أن توسّع خلايا ما قبل سرطان الدم يعتمد على بروتين مستقبلي يُعرف باسم ALPK1، يوجد في الخلايا المتحورة، وقد يكون حجب هذا المستقبل وسيلة فعالة لمنع تحوّل CHIP إلى سرطان الدم أو أمراض مزمنة أخرى.
وفي غياب دواء مباشر، اختبر الفريق الإنزيم "UBE2N" الذي عند تثبيطه، قلّت قدرة الخلايا على التوسع حتى بوجود "ADP-heptose"، مما يعطي أملاً في تطوير علاج مستقبلي فعال.
- الأمعاء وصحة الجسم بالكامل
لا تقتصر أهمية هذا الاكتشاف على سرطان الدم فقط، بل تشير الأدلة المتزايدة إلى أن CHIP قد يكون مرتبطاً بأمراض أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، هشاشة العظام، والنقرس. وهنا تظهر أهمية صحة الميكروبيوم المعوي كمفتاح لصحة الجسم بأكمله.
يقول الباحثون إن أكثر من 10 ملايين من كبار السن قد يكون لديهم CHIP دون علمهم، مما يجعل الوقاية من خلال الحفاظ على صحة الأمعاء هدفاً صحياً بالغ الأهمي.
كيف تقلل من المخاطر؟
رغم أن تطوير أدوية جديدة قد يستغرق سنوات، إلا أن اتخاذ خطوات لتحسين صحة الأمعاء قد يكون خطوة وقائية هامة. تغييرات في النظام الغذائي، أو استخدام البروبيوتيك أو البريبيوتيك، يمكن أن تلعب دوراً محورياً في دعم التوازن الميكروبي المعوي.
ورغم عدم وجود توصيات غذائية دقيقة حتى الآن للوقاية من CHIP، تشير الأبحاث إلى إمكانية تعديل الميكروبيوم عبر تدخلات مدروسة. يقول الباحثون إن هذا المجال لا يزال في بداياته، لكن الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي قد يكون أحد أهم مفاتيح الوقاية من أمراض الشيخوخة.


المصدر:  SciTechDaily.com

 

دراسة جديدة تكشف أن تغيّرات الأمعاء المرتبطة بالعمر قد تسرّع تطوّر خلايا ما قبل سرطان الدم

أخبار ذات صلة

 

تابعونا


 








vast