المراحل المذهلة لتطور سمع وكلام رضيعك منذ الشهر الأول
منذ الشهر الأول وحتى الشهر الثالث، يبدأ الطفل الرضيع ببلوغ مراحل ممتعة ومؤثرة في تطوره السمعي واللغوي. من أبرز هذه المراحل: التبسم عند سماع صوت الوالدين، وتوجيه رأسه نحو مصدر الصوت، والبدء في إصدار أصوات مناغاة ومحاولة تقليد بعض الأصوات.
- الصوت البشري: المفضل الأول لدى الرضيع
كما يفضل الطفل وجه الإنسان على غيره من الأشكال البصرية، فإنه ينجذب فطريا إلى الصوت البشري أكثر من أي صوت آخر. الأصوات التي يسمعها بانتظام، خصوصا من الوالدين، تصبح مرتبطة لديه بالدفء والطعام والراحة، وقد لوحظ أن الرضع يحبون الأصوات العالية النغمة، وهو ما يدفع الكبار تلقائيا إلى التحدث بنبرة مرتفعة ومميزة عند مخاطبتهم للرضع، دون وعي منهم بذلك.
- تأثير نبرة صوتك على انتباه الرضيع
في المرات القادمة التي تتحدث فيها إلى طفلك، ستلاحظ أنك ترفع نبرة صوتك، وتبطئ إيقاع الكلام، وتبالغ في نطق المقاطع، وتفتح عينيك وفمك أكثر من المعتاد، هذا الأسلوب الدرامي يجذب انتباه الرضيع بقوة، ويجعل من السهل إثارة ابتسامته.
وبالاستماع إليك ولمن حوله، يبدأ الطفل بفهم أهمية الكلام، حتى وإن لم يدرك معناه بعد، وبحلول الشهر الأول، يستطيع التمييز بين الأصوات المألوفة، وقد يتعرف على صوتك حتى لو كنت في غرفة أخرى.
- الحوارات الأولى: حجر الأساس للتواصل
عندما تتحدث إلى طفلك، يشعر بالطمأنينة والسعادة والتسلية. وعندما يبتسم لك أو يُصدر أصواتا مثل الغرغرة، ويرى علامات الفرح على وجهك، يدرك أن التواصل له اتجاهان، هذه الحوارات الأولية تعلّمه قواعد التواصل الأساسية، مثل تبادل الأدوار، ونبرة الصوت، والمحاكاة، وسرعة التفاعل.
- الشهر الثاني: بداية الأصوات الحروفية
في الشهر الثاني تقريبا، يبدأ الطفل بإصدار أصوات مثل "آه-آه-آه" أو "أوو-أوو-أوو". وبين الشهر الرابع والسادس، يُستحسن أن تقلّد هذه الأصوات وتُضيف كلمات وعبارات بسيطة أثناء "حواراتكما". وعلى الرغم من أن استخدام "لغة الرضع" أمر شائع، يُفضل تدريجيا إدخال مفردات اللغة العادية واستبدال حديث الأطفال تدريجيا.
كما يُنصح بقراءة القصص للرضيع منذ الأشهر الأولى، حتى لو لم يكن يستوعب الكلمات، لأن لذلك تأثيرا قويا على نموه اللغوي والمعرفي.
- الشهر الرابع: مناغاة وتعبير وانفعالات
بحلول الشهر الرابع، يبدأ الرضيع بالمناغاة بشكل روتيني، وغالبا ما يسلّي نفسه لفترات طويلة بإصدار أصوات جديدة وغريبة مثل "ما-ما" أو "با-با". كما يصبح أكثر حساسية لنبرة صوتك، والطريقة التي تُبرز بها الكلمات والعبارات.
- صوتك مفتاح لفهم عالمه
خلال يومكما المشترك، يتعلم الطفل من صوتك متى سيأكل، أو متى ستُغيّر له الحفاض، أو متى سيخرج في نزهة، أو سيخلد للنوم، نبرة صوتك وطريقة تحدثك، تعكس حالتك النفسية ومزاجك، وهو بدوره يتفاعل وفقا لذلك، فإن تحدثت بلطف وحنان، سيبادلك بالابتسام أو المناغاة، أما إذا صرخت أو تحدثت بغضب، فقد يُصاب بالذعر أو يبدأ بالبكاء.
المصدر: mayoclinic
