سحابة سامة تحاصر الاف الأشخاص في اسبانيا
أجبر حريق اندلع في مستودع صناعي بمدينة فيلانوفا إي لا جيلترو والقرى المحيطة بها جنوب غرب برشلونة، السلطات على إصدار أوامر بإغلاق وقائي لنحو 150 ألف شخص، بعد أن تسبب الحريق في انبعاث سحابة سامة من غاز الكلور في الهواء.
- الحماية المدنية تصدر تعليمات عاجلة للسكان
أعلنت وحدة الحماية المدنية المحلية، يوم السبت، عن فرض الحجر المنزلي مؤقتاً، داعية السكان إلى إغلاق النوافذ والأبواب وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة القصوى، وذلك كإجراء وقائي لحماية الصحة العامة، بينما كانت فرق الإطفاء تكافح النيران المشتعلة داخل المصنع.
وبحسب التقارير، كان المصنع يحتوي على ما يصل إلى 70 طناً من أقراص الكلور المستخدمة في تنظيف حمامات السباحة، وقد أدى تفاعل هذه الأقراص مع مياه الإطفاء إلى تكوّن سحابة سامة انتشرت بسرعة في الهواء، ما شكل خطراً مباشراً على السكان.
- المناطق المتأثرة بالحادث
شمل الإغلاق خمس بلدات رئيسية هي:
فيلانوفا، روكيتيس، كوبيلّيس، كونيت، وكالافيل، وقد طلب من سكان هذه المناطق عدم الاقتراب من موقع الحريق تحت أي ظرف، وذلك وفقاً لما أكدته السلطات المحلية والشرطة عبر حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي.
- إعادة فتح المنطقة وسط استمرار التحذيرات
في تمام الساعة 12:15 ظهراً بالتوقيت المحلي (10:15 بتوقيت غرينتش)، تم رفع الإغلاق مؤقتاً، مع استمرار عمليات الرصد البيئي، وأشارت السلطات إلى أن إمكانية إعادة فرض القيود لا تزال قائمة بحسب تطورات الحالة الجوية وتركيز الملوثات في الهواء.
وتم توجيه تحذيرات خاصة لكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو مشاكل في الجهاز التنفسي، من أجل توخي الحذر وعدم التعرض المباشر للهواء الملوث، الذي قد يحتوي على مستويات ضارة من الغازات السامة.
- آثار الغاز السام على الصحة العامة
وفقاً للخبراء، فإن غاز الكلور المنبعث يمكن أن يتفاعل مع الماء الموجود في الأغشية المخاطية للعينين والأنف والحلق والرئتين، مكوّناً حمض الهيدروكلوريك، وهو مركب كيميائي قادر على إحداث حروق في الأنسجة الحساسة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
- الوضع تحت السيطرة جزئياً والسبب لا يزال مجهولاً
تم الإعلان عن السيطرة على الحريق في حدود الساعة السابعة مساءً، فيما تواصل السلطات التحقيق لمعرفة السبب الحقيقي لاشتعال الحريق، الذي لا يزال غير واضح حتى اللحظة.
هذا الحادث يسلط الضوء على مخاطر التخزين غير الآمن للمواد الكيميائية، وأهمية الاستجابة السريعة من قبل فرق الطوارئ. كما يعكس الحاجة الملحة لتطبيق إجراءات السلامة الصناعية والبيئية بشكل صارم لمنع تكرار مثل هذه الكوارث التي تهدد الصحة العامة والبيئة.
المصدر:
