حدث فلكي نادر يكشف أسرار أورانوس
في شهر أبريل من عام 2025 شهد العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فرصة نادرة لرصد كوكب أورانوس بتفصيل استثنائي، حينما مرّ هذا الكوكب العملاق أمام نجم بعيد، في ظاهرة تُعرف باسم "الاختفاء النجمي". سمحت هذه الظاهرة للفريق العلمي بتحليل طبقات الغلاف الجوي للكوكب بطريقة لم تتح منذ عقود.
- ما هو الاختفاء النجمي ولماذا يُعدّ مهما؟
في 7 أبريل، اصطف أورانوس تماما بين الأرض ونجم بعيد، مما أدى إلى اختفاء النجم مؤقتًا خلف الكوكب، لم يكن الحدث مجرد مشهد كوني خلاب، بل كان فرصة ذهبية للعلماء لقياس خصائص جو أورانوس – من درجة الحرارة، والضغط، والكثافة – بدقة مذهلة، من خلال تتبع كيف خفت ضوء النجم ثم عاد للظهور، فيما يُعرف بمنحنى الضوء.
- منحنى الضوء يكشف طبقات الجو العليا
صرّح وليام ساندرز، عالم الكواكب في مركز لانغلي للأبحاث التابع لناسا، أن الغلاف الجوي لأورانوس قام بكسر ضوء النجم تدريجيًا، مما سمح للفريق برسم منحنى ضوئي دقيق أتاح لهم تحليل الطبقات الجوية المختلفة للكوكب.
وأوضح ساندرز: "تمكّنا من قياس منحنى الضوء وتحديد خصائص الغلاف الجوي لأورانوس على ارتفاعات متعددة. هذه البيانات مفصلية لفهم مناخ الكوكب الحالي وتغيراته التاريخية، والتخطيط للبعثات المستقبلية."
- جهد عالمي منسق لرصد أورانوس
استغرقت الظاهرة نحو ساعة، وكانت مرئية فقط من غرب أمريكا الشمالية، وقد قاد علماء ناسا فريقا دوليا مكوّنا من أكثر من 30 عالما فلكيا باستخدام 18 مرصدا محترفا حول العالم، هذا التعاون غير المسبوق مكّن من تسجيل بيانات متعددة الزوايا، مما أتاح تحليلًا أكثر دقة لطبقات الغلاف الجوي وحلقات الكوكب.
- فهم مدار أورانوس وحلقاته.
رغم أن مركبة "فوياجر 2" التابعة لناسا مرت بجوار أورانوس في عام 1986، إلا أن الموقع الدقيق للكوكب في الفضاء لا يزال يُقدّر بهامش خطأ يبلغ نحو 160 كيلومترا. يُعد هذا الحدث فرصة لتحسين نماذج المدارات وتحديد موقع الكوكب بدقة أعلى، مما يعزز من فرص نجاح المهمات المستقبلية.
- مشاركة التلسكوبات العالمية … من تكساس إلى هاواي
من بين المشاركين في الحدث، كانت جامعة تكساس ومعهد كاليفورنيا للتقنية (كالتك)، إضافة إلى مرصد "ماونا كيا" في هاواي، حيث سُجلت مشاهدات عبر تلسكوب الأشعة تحت الحمراء التابع لناسا. ساعد هذا التنوع في المواقع والأدوات على جمع بيانات قيّمة حول درجات الحرارة وتوزيع الطاقة داخل الغلاف الجوي.
- تجربة مسبقة عززت الاستعدادات
سبق الحدث الرئيسي اختبار في نوفمبر 2024، نُفّذ من اليابان وتايلاند والهند، حيث تم رصد اختفاء نجمي باهت. وقد ساعد هذا الاختبار الباحثين على تحسين دقة التنبؤات الزمنية والموقعية للحدث الكبير في أبريل، ورفع مستوى جاهزية الأجهزة العلمية.
- لماذا يُصنّف أورانوس كعملاق جليدي؟
يقع أورانوس على بعد يقارب ملياري ميل من الأرض، ويُعد من الكواكب العملاقة الجليدية، إذ يحتوي على جو غني بالهيدروجين والهيليوم، إضافة إلى طبقات كثيفة من الماء والأمونيا والميثان. ورغم أن زحل يُعرف بحلقاته المبهرة، إلا أن أورانوس يمتلك 13 حلقة مميزة مكونة من الجليد والغبار.
- تطلعات مستقبلية: حدث أكثر إشراقا في عام 2031
على مدى السنوات الست القادمة، سيحدث عدد من اختفاءات النجوم خلف أورانوس، ولكن الحدث الأبرز المرتقب سيكون في عام 2031، عندما يحجب الكوكب نجمًا أكثر سطوعًا، ما يمنح العلماء فرصة أوسع لجمع بيانات من الهواء وربما من الفضاء.
المصدر: SciTechDaily.com
