logo yajnoub    

فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية لدى البالغين الشباب

2025/05/17 - 08:30:40am    باسم عمور    

يُعد فقر الدم الناتج عن نقص الحديد (IDA) الشكل الأكثر شيوعا من أنواع فقر الدم عالميا، ويحدث نتيجة نقص الحديد في الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج كريات الدم الحمراء الضرورية لنقل الأكسجين، وتُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من فقر الدم بسبب فقدان الحديد أثناء الدورة الشهرية وارتفاع الحاجة إليه أثناء الحمل.
تشير أبحاث طبية سابقة إلى أن فقر الدم لدى الأمهات قد يؤدي إلى إصابة الطفل باضطرابات مثل التأخر العقلي، والتوحد، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، لكن الجديد هو تسليط الضوء على العلاقة بين هذا النوع من فقر الدم والسكتة الدماغية الإقفارية، خصوصا في شريحة البالغين الشباب.
- السكتة الإقفارية تهاجم الشباب: دراسة تكشف العلاقة الخطيرة
نُشرت مؤخرا في مجلة eJHaem دراسة أجرتها جامعة سينسيناتي، أوضحت أن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية بشكل مستقل، حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى، وأظهرت النتائج أن هذه العلاقة قوية بشكل خاص لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما، وهي الفئة العمرية التي تشهد تزايدا ملحوظا في انتشار فقر الدم.
كتب الباحثون بقيادة الدكتورة جاهنافي جولامودي: "على الرغم من أن دراسات عديدة تناولت العلاقة بين فقر الدم والأحداث الخُثارية لدى الأطفال، إلا أن دراستنا تُعد الأولى من نوعها التي تستكشف هذه العلاقة لدى البالغين الشباب، وهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بـIDA."
- منهجية دقيقة وبيانات واسعة النطاق
اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات ضخمة تضم سجلات طبية من أكثر من 300 مستشفى في الولايات المتحدة، ودرسوا معلومات صحية لحوالي 21.8 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و50 عامًا. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:
المجموعة A: أفراد تم تشخيصهم لأول مرة بسكتة دماغية إقفارية
المجموعة B: أفراد لم يُسجل لديهم أي تاريخ للإصابة بالسكتة
بعد تطبيق معايير استبعاد دقيقة، مثل وجود أمراض مثل السرطان، الرجفان الأذيني، الحمل، اضطرابات الهيموغلوبين، السمنة، واستخدام موانع الحمل أو مميعات الدم، تم تحليل البيانات النهائية لمقارنة العلاقة بين فقر الدم والسكتة.
- النتائج: خطر مرتفع بنسبة 39%
من بين 36,989 شخصا في المجموعة A، كان 1,880 منهم (5.1%) مصابين سابقا بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، أما في المجموعة B، فقد بلغ عدد المصابين بفقر الدم 241,110 (1.10%).
بعد تحليل متعدد المتغيرات، وجد الباحثون أن الإصابة السابقة بـ IDA تزيد خطر السكتة الدماغية بنسبة 39% بشكل مستقل عن باقي العوامل المعروفة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، التدخين، السمنة، واضطراب الدهون في الدم.
- اختلافات عرقية وعوامل خارجية
أشارت الدراسة إلى تفاعل إحصائي كبير بين فقر الدم، العمر، والانتماء العرقي، حيث لوحظ أن البالغين الأمريكيين من أصل أفريقي الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاما هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة مقارنة بالأشخاص البيض الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاما.
كما لفتت الدراسة الانتباه إلى عوامل اجتماعية محتملة، مثل ضعف الوصول إلى نظام غذائي غني بالحديد أو الرعاية الصحية المنتظمة، والتي قد تؤدي إلى تفاقم عوامل الخطر القلبية الوعائية وفقر الدم.
- انتشار IDA قد يكون أعلى من المتوقع
بحسب تحليل البيانات، بلغت نسبة انتشار فقر الدم الناتج عن نقص الحديد في المجتمع المدروس 1.11%، وهي أقل من النسبة المقدرة سابقًا بـ5%. ويرجع الباحثون ذلك إلى التقصير في التشخيص والتوثيق خارج المختبرات الطبية.
- توصيات عاجلة: الحاجة لاستراتيجيات فحص فعالة
أكدت نتائج الدراسة أن العلاقة بين فقر الدم والسكتة الإقفارية لدى الشباب تستدعي إجراءات عاجلة في مجال الصحة العامة. وكتب الباحثون: "في ظل الانتشار المرتفع لفقر الدم بين هذه الفئة، هناك حاجة ماسة لاستراتيجية فحص فعالة للتقليل من مضاعفاته المستقبلية."


المصدر:   ميديكال إكسبريس

 

 فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية لدى البالغين الشباب

أخبار ذات صلة

 

تابعونا