logo yajnoub    

البيت الإبراهيمي في الإمارات: رمز التسامح والتعايش بين الأديان

2025/05/17 - 09:14:41am    باسم عمور    

في قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي، وُلد مشروع فريد من نوعه يُجسد رؤية إنسانية راقية تجمع بين أتباع الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، يُعرف هذا المشروع باسم "البيت الإبراهيمي"، وهو ليس مجرد مبنى، بل رمز حي لفكرة التعايش السلمي والتسامح بين الأديان، وتجسيد حقيقي لمبادئ "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وُقعت في عام 2019.
- ما هو البيت الإبراهيمي؟
البيت الإبراهيمي هو مجمع ديني وثقافي يضم في تصميمه ثلاث دور عبادة رئيسية: مسجد، كنيسة، ومعبد يهودي، مبنية جنبا إلى جنب على أرض واحدة في جزيرة السعديات في أبوظبي. يمثل كل مبنى من هذه المباني الثلاثة أحد الأديان الإبراهيمية، ويُعد المشروع الأول من نوعه على مستوى العالم.
- فكرة المشروع وأهدافه
جاءت فكرة البيت الإبراهيمي عقب توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات. ومن أبرز أهداف المشروع:
تعزيز قيم التسامح والتعايش بين مختلف الديانات والثقافات.
توفير مساحة مفتوحة للحوار الديني والثقافي البنّاء.
نشر رسالة السلام والتفاهم المتبادل بين أتباع الديانات الإبراهيمية.
تعليم الأجيال القادمة أهمية احترام الآخر وحقه في الإيمان.
- تصميم معماري يعكس الوحدة والخصوصية
صُمم البيت الإبراهيمي بطريقة معمارية فريدة تُجسد وحدة الهدف واختلاف الطقوس. فقد رُوعي أن يكون لكل دار عبادة تصميم خاص يعكس طابع ديانته، مع الحفاظ على مستوى مماثل من المساحة والارتفاع، مما يرمز إلى المساواة والاحترام المتبادل.
المسجد يحمل اسم "مسجد الإمام الطيب"، ويتميز بالطراز الإسلامي العصري.
الكنيسة تحمل اسم "كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي"، بتصميم مستوحى من التراث المسيحي.
المعبد اليهودي يُعرف باسم "موسى بن ميمون"، ويُعد أول معبد يهودي رسمي في أبوظبي.
- الوظيفة الثقافية والتعليمية للمجمع
إضافة إلى كونه مجمعا دينيا، يحتوي البيت الإبراهيمي على مركز ثقافي مشترك يُعنى بالتعليم والحوار بين الأديان، وتنظيم المعارض والمحاضرات وورش العمل التي تروج لفكرة العيش المشترك، كما يرحب المجمع بالزوار من مختلف الجنسيات والخلفيات للاطلاع على الثقافات الدينية المختلفة في جو من الاحترام والتقدير.
- ردود الأفعال المحلية والعالمية
لاقى افتتاح البيت الإبراهيمي ترحيبا واسعا على الصعيدين المحلي والدولي، واعتبره الكثيرون خطوة رائدة نحو نشر ثقافة التسامح الديني في منطقة الشرق الأوسط، التي لطالما ارتبطت بالنزاعات الدينية والسياسية، وقد أشادت به منظمات دينية وثقافية عالمية معتبرةً إياه نموذجًا يُحتذى به في الحوار بين الأديان.
- البيت الإبراهيمي كمنصة عالمية للحوار
يأمل القائمون على المشروع أن يُصبح البيت الإبراهيمي منصة عالمية تستضيف المؤتمرات والمبادرات الرامية لتعزيز السلام العالمي والتقارب بين الشعوب، وأن يُسهم في تفكيك الصور النمطية والأفكار المتطرفة التي تحيط بالدين في العالم المعاصر.
البيت الإبراهيمي ليس فقط معلما معماريا مميزا في أبوظبي، بل هو صرح حضاري وإنساني يدعو إلى الوحدة رغم الاختلاف، ويُرسّخ فكرة أن الأديان، في جوهرها، تدعو إلى الخير، والمحبة، والسلام، في زمن يعاني من الانقسامات، تبرز مثل هذه المشاريع لتمنح الأمل بمستقبل أكثر إنسانية.


المصدر:  

 

 البيت الإبراهيمي في الإمارات: رمز التسامح والتعايش بين الأديان

أخبار ذات صلة

 

تابعونا