تقنية مبتكرة لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم الأيونية المستعملة

طورت مؤسسة "روساتوم" الروسية تقنية متقدمة لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم الأيونية المستهلكة، حيث أصبحت هذه التكنولوجيا جاهزة للتطبيق الصناعي بشكل كامل، مما يمثل نقلة نوعية في مجال إدارة النفايات الإلكترونية والصناعية.
- تفاصيل التقنية وآلية العمل
ذكرت خدمة الصحافة في القطاع الكيميائي التكنولوجي التابع لمؤسسة "روساتوم" أن التقنية الجديدة طُوّرت بواسطة علماء شركة "جيريدميت"، وهو أحد فروع القطاع الكيميائي التكنولوجي بالمؤسسة. وتعتمد هذه التقنية في مرحلتها الأولى على تحويل البطاريات المستهلكة إلى ما يعرف بـ"الكتلة السوداء"، وهي مادة مركزة تحتوي على عناصر ثمينة مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والمنغنيز.
في المرحلة التالية، تتم معالجة هذه "الكتلة السوداء" لاستخلاص أملاح هذه العناصر القيمة بنقاء وجودة عالية. وقد تم إنشاء مختبر قادر على إنتاج ما يصل إلى 30 كيلوغراماً من "الكتلة السوداء" يومياً في أقل من عامين، مما يعكس تقدماً كبيراً في هذا المجال.
- الإنجازات والتحديات
أكدت يوليا سوكولوفا، المشرفة العلمية على مختبر مواد تخزين الطاقة الكهروكيميائية، نجاح المشروع في تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في استخلاص المكونات القيمة بكميات وجودة مناسبة. وأشارت إلى أن التقنية تتميز بقدرتها على معالجة "الكتلة السوداء" بغض النظر عن اختلاف تراكيز العناصر، كما يمكن توسيع نطاق استخدامها في المستقبل.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المنتجات المعاد تدويرها من مركبات العناصر القيمة يمكن إعادة استخدامها في صناعات متعددة، لا سيما في تصنيع بطاريات الليثيوم الأيونية الجديدة، مما يعزز الاستدامة الصناعية.
- الوضع الحالي لإعادة التدوير في روسيا والعالم
توضح شركة "جيريدميت" أن عمليات إعادة تدوير بطاريات الليثيوم الأيونية المستعملة في روسيا لا تزال محدودة وتتم بشكل رئيسي من قبل شركات خاصة، ولم تُطبق بعد عمليات معالجة متكاملة لـ"الكتلة السوداء" على نطاق واسع داخل البلاد، على النقيض من ذلك، تعمل خطوط إنتاج متكاملة لإعادة تدوير هذه البطاريات في عشرات المنشآت الكبرى في الولايات المتحدة وكندا والصين وأوروبا.
ويتوقع الخبراء أن يشهد العالم زيادة هائلة في استخدام بطاريات الليثيوم الأيونية خلال الخمس إلى عشر سنوات المقبلة، مما سيؤدي إلى تراكم كميات ضخمة من النفايات الخطرة، ويتطلب بالتالي تطوير تقنيات حديثة وبناء منشآت صناعية لمعالجة هذه المخلفات بفعالية.
- أهمية التقنية الروسية في حماية البيئة والاقتصاد الدائري
ترى أولغا يوراسوفا، رئيسة مختبر تكنولوجيا إنتاج المواد فائقة النقاء في "جيريدميت"، أن التقنية الروسية المحلية ستساهم في مواكبة الاتجاهات العالمية في مجال إعادة التدوير. وستُمكّن هذه التقنية التطبيق الصناعي من تأسيس دورة إنتاج وإعادة تدوير كاملة لبطاريات الليثيوم الأيونية، مما يقلل من الحاجة إلى التعدين ومعالجة المواد الخام المعدنية.
علاوة على ذلك، ستساهم هذه التكنولوجيا في تقليل كميات النفايات الضارة بشكل كبير، وبالتالي الحد من التأثير البيئي السلبي على كوكب الأرض، مما يعزز من جهود الاستدامة وحماية البيئة.

المصدر:   SciTechDaily.com