نسبة محيط الخصر إلى الطول تتنبأ بإصابة قصور القلب
كشفت دراسة بحثية جديدة تم تقديمها ضمن فعاليات مؤتمر "فشل القلب 2025" أن نسبة محيط الخصر إلى الطول (WtHR) تُعد مؤشرا تنبؤيا قويا لاحتمالية الإصابة بقصور القلب، متفوقة بذلك على مؤشر كتلة الجسم التقليدي (BMI) من حيث الدقة.
- العلاقة بين السمنة وقصور القلب
تؤثر السمنة على نسبة كبيرة من المصابين بقصور القلب، وقد أظهرت دراسات سابقة أن خطر الإصابة بقصور القلب يزداد بازدياد مؤشر كتلة الجسم. لكن رغم استخدام BMI على نطاق واسع كمقياس للسمنة، إلا أنه لا يعكس توزيع الدهون في الجسم، ويتأثر بعوامل مثل الجنس والعرق.
- لماذا يُعد مؤشر WtHR أكثر دقة؟
أوضحت الدكتورة أمرا يوجيتش من جامعة لوند في مالمو، السويد، أن الهدف من هذه الدراسة كان التحقق من فعالية مؤشر WtHR كمقياس بديل. وقالت: "يُعد WtHR مؤشرًا أكثر موثوقية لتقدير السمنة المركزية، وهي تراكم الدهون الضارة حول الأعضاء الداخلية، كما أنه بخلاف مؤشر BMI، الذي قد يرتبط بنتائج غير متوقعة لدى مرضى قصور القلب ذوي الوزن المرتفع، فإن WtHR لا يظهر هذا التناقض."
- تفاصيل الدراسة والسكان المشمولين
شملت الدراسة 1,792 مشاركا من مشروع "مالمو الوقائي"، تتراوح أعمارهم بين 45 و73 عاما عند خط الأساس، وتم اختيارهم بحيث توزعت حالتهم الصحية بين ثلاث مجموعات:
ثلثهم بمستويات سكر دم طبيعية
ثلث يعانون من ارتفاع سكر الدم الصيامي
ثلث مصابون بالسكري.
وقد تمت متابعة جميع المشاركين بشكل استباقي لرصد حالات الإصابة بقصور القلب.
كان متوسط عمر المشاركين 67 عاما، وشكلت النساء 29% من العينة. وبلغ الوسيط لمؤشر WtHR حوالي 0.57، مع نطاق ربعي بين 0.52 و0.61.
- نتائج المتابعة طويلة الأمد
خلال فترة متابعة متوسطة بلغت 12.6 عاما، تم تسجيل 132 حالة إصابة بقصور القلب، وقد أظهرت النتائج أن ارتفاع مؤشر WtHR كان مرتبطًا بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بقصور القلب.
كل زيادة بمقدار انحراف معياري واحد في WtHR ارتبطت بزيادة بنسبة 34% في خطر الإصابة (نسبة الخطر: 1.34، فاصل الثقة 95% بين 1.12 و1.61،p=0.001).
وعند تصنيف WtHR إلى أربع فئات (رباعيات)، تبين أن الأشخاص الذين سجلوا أعلى القيم (بمتوسط 0.65) كانوا أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب مقارنة ببقية المشاركين:
نسبة الخطر بلغت 2.71؛ فاصل الثقة 95% بين 1.64 و4.48؛ p<0.001.
- ماذا تعني هذه النتائج للوقاية والعلاج؟
علّق الدكتور جون مولفين، المشارك في الدراسة من جامعة لوند ومستشفى مالمو الجامعي، قائلا: "الوسيط في مؤشر WtHR ضمن دراستنا كان أعلى بكثير من القيمة المرجعية 0.5، والتي تُعد الحد الفاصل لزيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية الاستقلابية. فالحالة المثالية هي أن يكون محيط الخصر أقل من نصف طول الشخص."
وأضاف: "أثبت WtHR كفاءته كمؤشر تنبؤي قوي للإصابة المستقبلية بقصور القلب، وتشير نتائجنا إلى أنه قد يكون مقياسًا أفضل من BMI لتحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من علاجات السمنة."
- الخطوات المستقبلية للبحث
صرّح الباحثون أن الخطوة التالية هي توسيع نطاق الدراسة لتشمل عددًا أكبر من المشاركين، بهدف التحقق من مدى قدرة WtHR على التنبؤ ليس فقط بقصور القلب، بل أيضًا بأمراض استقلابية وقلبية أخرى على المدى الطويل.
تقدم هذه الدراسة أدلة قوية تدعم استخدام نسبة محيط الخصر إلى الطول كمؤشر سريري عملي وموثوق للتنبؤ بخطر الإصابة بقصور القلب، مما يفتح آفاقا جديدة في الوقاية والعلاج المبكر لدى الأشخاص المعرضين للخطر. وقد حان الوقت لإعادة النظر في المقاييس التقليدية مثل BMI والاعتماد على مؤشرات أكثر دقة تأخذ في الاعتبار توزيع الدهون وأثرها المباشر على الصحة القلبية.
المصدر: ميديكال إكسبريس
