logo yajnoub    

الروبوتات تحل لغزا عمره 280,000 عام في قاع المحيط قبالة سواحل كاليفورنيا

2025/05/24 - 07:34:04am    باسم عمور    

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من معهد مونتيري للأبحاث البحرية (MBARI) بالتعاون مع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) وجامعة ستانفورد، عن نتائج مذهلة تتعلق بحقول الحفر القاعية الواقعة قبالة سواحل كاليفورنيا الوسطى، ولعدة سنوات كان يُعتقد أن هذه الحفر ناتجة عن انبعاثات غاز الميثان من باطن الأرض، إلا أن التحاليل الحديثة أظهرت أن هذه الظاهرة الجيولوجية مرتبطة بتدفقات رسوبية تحت مائية هائلة حدثت منذ مئات آلاف السنين.
- حقل سور: منطقة غامضة تحت البحر
تقع "منطقة حقل سور للحفر القاعية" قبالة ساحل بيغ سور في كاليفورنيا، وتغطي مساحة تعادل حجم مدينة لوس أنجلوس، وتضم أكثر من 5,200 حفرة دائرية ضخمة، يصل قطر كل حفرة إلى حوالي 200 متر، وعمقها إلى خمسة أمتار، هذا الاكتشاف أثار اهتمام العلماء وصانعي القرار، خاصةً مع وجود خطط لاستخدام هذا الموقع كموقع محتمل لتطوير مزارع طاقة رياح بحرية.
- تقنيات روبوتية متقدمة تكشف الحقائق
بفضل الروبوتات المائية المتطورة التابعة لـMBARI، تمكّن العلماء من رسم خرائط دقيقة لقاع البحر وتحليل الطبقات الرسوبية الكامنة تحت هذه الحفر، على عكس الخرائط السابقة التي استُخدمت فيها أجهزة السونار المثبتة على السفن، قدمت الروبوتات ذاتية القيادة (AUVs) صورا عالية الدقة لمناطق أعماق البحر، كما استخدمت أجهزة قياس تحت سطح القاع لرصد الرواسب المخفية.
- لا وجود للميثان: التدفقات الرسوبية هي السبب
المثير في الأمر أن التحاليل أظهرت عدم وجود أي آثار لغاز الميثان، وبدلا من ذلك كشفت البيانات عن وجود تدفقات رسوبية قوية—مكونة من الطين والرمل والماء—كانت تندفع على هيئة "انهيارات طينية تحت مائية"، تعمل على تشكيل هذه الحفر الضخمة والحفاظ على شكلها عبر آلاف السنين.
- فهم أعمق لتاريخ قاع المحيط
قامت الفرق البحثية بجمع عينات رسوبية من داخل الحفر نفسها باستخدام مركبة روبوتية يتم التحكم بها عن بُعد (ROV) تُدعى "دوك ريكتس". وكشفت التحاليل أن هذه الحفر تحتوي على طبقات متعددة من الرمال تُعرف باسم "التوربيدات"، وهي ناتجة عن تدفقات رسوبية سابقة وقعت على مدى 280,000 عام على الأقل.
- أهمية النتائج في ظل التحول إلى الطاقة المتجددة
تأتي أهمية هذا الاكتشاف في توقيت حساس، حيث تخطط ولاية كاليفورنيا لتطوير مزارع طاقة رياح بحرية في المناطق القريبة من هذه الحقول، وقد كانت هناك مخاوف من أن انبعاثات الميثان قد تُشكل خطرا على استقرار البنى التحتية البحرية، ولكن النتائج الجديدة توضح أن الخطر الحقيقي يكمن في الحركات الرسوبية الطبيعية، ما يساعد في اتخاذ قرارات مدروسة بخصوص مواقع المشاريع المستقبلية.
- تعاون علمي واسع النطاق
تم تنفيذ هذه الأبحاث ضمن حملة بحثية تعاونية تعرف باسم "EXPRESS" بمشاركة MBARI، وUSGS، وBOEM، وNOAA. وقد ساهم هذا التعاون في جعل حقل سور واحدًا من أكثر المناطق البحرية دراسةً على الساحل الغربي لأمريكا الشمالية. ورغم ذلك، لا تزال هناك أسئلة قائمة حول كيفية تشكل هذه الحفر في بدايتها قبل مئات آلاف السنين.
- استنتاج: نحو فهم أفضل لقاع البحر ومستقبل الطاقة
تقول الباحثة "إيف لوندستن" من MBARI:
"تمكّنا من ربط الحفر القاعية بتدفقات رسوبية قوية، ما يغيّر بشكل جذري فهمنا لهذه الظاهرة. ورغم أننا لا نعرف بعد كيف بدأت هذه الحفر، إلا أن التكنولوجيا المتقدمة منحتنا رؤية جديدة حول استمراريتها عبر الزمن."
هذه النتائج لا تساعد فقط في فهمنا للجيولوجيا البحرية، بل تُعتبر أيضًا دليلًا إرشاديًا مهمًا في التخطيط لمشاريع البنية التحتية البحرية بطريقة مسؤولة ومستدامة.


المصدر:   SciTechDaily.com

 

 الروبوتات تحل لغزا عمره 280,000 عام في قاع المحيط قبالة سواحل كاليفورنيا

أخبار ذات صلة

 

تابعونا