أسباب القدم السكرية وأعراضها وطرق التشخيص والعلاج

2025/05/26 - 08:25:30am باسم عمور

القدم السكرية هي حالة طبية خطيرة تصيب مرضى السكري، وتحدث نتيجة لتضافر عدة عوامل مثل تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري)، وضعف التروية الدموية (المرض الشرياني المحيطي)، وزيادة القابلية للعدوى، تؤدي هذه الحالة إلى تقرحات مزمنة، التهابات شديدة، وفي بعض الأحيان إلى بتر الأطراف إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب.
تُعد القدم السكرية من أكثر مضاعفات السكري شيوعا وخطورة، إذ يُقدّر أن نحو 15% من مرضى السكري قد يُصابون بها في مرحلة ما من حياتهم.
- الأسباب والعوامل المؤهبة للإصابة بالقدم السكرية
تنتج القدم السكرية عن عدة آليات مرضية تتفاعل معا، أبرزها:
1. الاعتلال العصبي السكري (Neuropathy)
يؤدي ارتفاع سكر الدم المزمن إلى تلف الأعصاب الطرفية، ما يُفقد المريض الإحساس بالألم أو الحرارة، وبالتالي قد لا يلاحظ الجروح أو التقرحات الصغيرة، ما يسمح بتفاقمها دون علاج.
2. ضعف التروية الدموية (Ischemia)
يؤثر مرض السكري على الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف، ويبطئ من عملية التئام الجروح ويزيد من خطر العدوى.
3. العدوى (Infection)
حتى الجروح السطحية قد تتحول إلى تقرحات عميقة ملوثة بسبب ضعف الجهاز المناعي لدى مرضى السكري، وقد تؤدي العدوى إلى التهاب العظام أو حتى الغرغرينا.
4. الضغط الميكانيكي والتشوهات
تشوهات القدم (مثل القدم المخلبية) أو استخدام أحذية غير مناسبة تسبب نقاط ضغط مزمنة، تؤدي إلى تدهور الجلد وظهور القرح.
- الأعراض والعلامات التحذيرية
من المهم التعرف على العلامات المبكرة للقدم السكرية للبدء بالعلاج الفوري تشمل الأعراض:
فقدان الإحساس بالألم أو الحرارة
تقرحات لا تلتئم خلال أسبوعين
تورم القدم أو الكاحل
احمرار أو سخونة في الجلد
إفرازات صديدية من الجروح
رائحة كريهة تنبعث من القدم
تغير لون الجلد إلى الأزرق أو الأسود (علامة على الغرغرينا ).
- تصنيف القدم السكرية حسب الخطورة
تُستخدم عدة نظم لتصنيف شدة القدم السكرية، منها:
تصنيف جامعة تكساس (University of Texas Classification):
يراعي عمق القرحة ووجود العدوى ونقص التروية، ويُساعد في توجيه العلاج.
تصنيف واجنر (Wagner Classification):
الدرجة 0: قدم خالية من القرح مع تشوه أو وجود مناطق ضغط.
الدرجة 1: قرحة سطحية.
الدرجة 2: قرحة تمتد إلى الأوتار أو المفاصل.
الدرجة 3: قرحة مصحوبة بعدوى عميقة أو خراج.
الدرجة 4: غرغرينا في جزء من القدم.
الدرجة 5: غرغرينا شاملة للقدم.
- طرق التشخيص والفحوصات اللازمة
تشخيص القدم السكرية يتم عبر التقييم السريري والفحوصات التالية:
1. الفحص السريري الشامل
فحص الإحساس باستخدام شوكة رنانة أو خيط مونوفيلامنت.
فحص النبض في القدم (النبضات الشريانية).
تقييم مظهر القدم والحذاء المستخدم.
2. التحاليل المخبرية
تحليل سكر الدم التراكمي (HbA1c).
تعداد دم كامل (CBC).
مؤشرات الالتهاب (CRP، ESR)
3. التصوير الشعاعي
الأشعة السينية للكشف عن التهاب العظام (Osteomyelitis).
دوبلر شرياني لتقييم التروية الدموية.
الرنين المغناطيسي في حالات العدوى العميقة.
- العلاجات المتاحة للقدم السكرية
يعتمد علاج القدم السكرية على شدة الحالة ويتضمن:
1. العناية بالجروح
تظيف الجرح وتعقيمه.
إزالة الأنسجة الميتة (Debridement).
استخدام ضمادات متطورة (Hydrocolloid, Alginate).
تغيير الضمادات بانتظام تحت إشراف طبي.
2. العلاج بالمضادات الحيوية
تعطى عن طريق الفم أو الوريد حسب درجة العدوى.
قد يتطلب العلاج لفترة طويلة في حالات التهاب العظم.
3. التحكم في سكر الدم
تعديل العلاج الدوائي أو الإنسولين.
الالتزام بنظام غذائي صارم.
4. الراحة وتخفيف الضغط
استخدام أحذية طبية خاصة.
تجنب المشي عند وجود قرحة عميقة.
5. العلاج الجراحي
فتح الخراجات وتفريغها.
إصلاح التشوهات.
في الحالات المتقدمة: بتر جزئي أو كلي لمنع انتشار العدوى.
- الوقاية من القدم السكرية: خطوات ضرورية
الوقاية هي الركن الأساسي في تجنب مضاعفات القدم السكرية، وتشمل:
الفحص اليومي للقدم: تفقد أي جروح أو تغيرات في اللون أو التورم.
العناية بالنظافة: غسل القدم يوميا وتجفيفها جيدا خاصة بين الأصابع.
ترطيب الجلد: استخدام كريمات مرطبة لتجنب الجفاف والتشققات.
قص الأظافر بعناية: وتفادي الزوايا الحادة التي قد تجرح الجلد.
ارتداء أحذية مناسبة: واسعة، مريحة، دون نقاط ضغط.
الابتعاد عن المشي حافي القدمين: حتى داخل المنزل.
زيارة الطبيب دوريا: للفحص والتقييم الوقائي.
- مضاعفات إهمال القدم السكرية
عند إهمال العلاج أو التأخر في التشخيص، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل:
التهاب العظام (Osteomyelitis)
الغرغرينا
بتر الأصابع أو القدم
الإنتان العام (Sepsis)
الوفاة في الحالات الشديدة
- القدم السكرية تهديد صامت يتطلب اليقظة والرعاية المستمرة.
القدم السكرية ليست مجرد مشكلة موضعية، بل مؤشر خطر على تدهور حالة مريض السكري الصحية، ومن هنا تأتي أهمية التثقيف والوقاية والمتابعة الطبية الدقيقة. التشخيص المبكر والعلاج المتكامل يمكن أن يُنقذا حياة المريض ويُجنّباه مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فقدان أحد أطرافه.