فقدان الوزن في منتصف العمر يضيف سنوات إلى حياتك
أظهرت دراسة حديثة أن فقدان ما نسبته 6.5% فقط من وزن الجسم في منتصف العمر قد يُساهم بشكل كبير في خفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة. وتُشير النتائج إلى أن هذه الفائدة تتحقق حتى دون اللجوء إلى جراحات إنقاص الوزن أو الأدوية المخصصة لهذا الغرض.
- تأثير ملموس حتى مع فقدان بسيط في الوزن
بحسب ما أوردته شبكة CNN، فإن الأشخاص الذين تمكنوا من خسارة نحو 6.5% من وزنهم – أي ما يعادل تقريبًا 12 رطلا (نحو 5.5 كغ) لشخص يزن 180 رطلا – حققوا فوائد صحية طويلة الأمد، منها تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطان، إضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن (COPD).
نتائج بحثية تمتد لعقود
نُشرت الدراسة يوم الثلاثاء في مجلة JAMA Network Open، واستندت إلى تحليل بيانات لما يقارب 23,000 شخص بالغ على مدى ثلاثة فترات زمنية تعود إلى ستينيات القرن الماضي.
تم تصنيف المشاركين بحسب مؤشر كتلة الجسم (BMI) وتغيّرات وزنهم خلال الدراسة: سواء فقدوا، أو اكتسبوا، أو حافظوا على وزنهم. ثم قام الباحثون بتحليل سجلاتهم الصحية وسجلات الوفاة.
- فوائد صحية تمتد لأكثر من ثلاثة عقود
كشف الباحثون أن الذين فقدوا وزنا في منتصف العمر كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية والسرطانات وأمراض الرئة، كما أنهم كانوا أقل احتمالا للوفاة من أي سبب خلال الـ 35 سنة التالية.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه النتائج تم التوصل إليها في فترة ما قبل انتشار الأدوية أو الجراحات الشائعة اليوم لإنقاص الوزن، مما يدل على أن التغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني كانت المحرك الرئيسي للفوائد الصحية المُلاحظة.
- تعليقات الخبراء: التغييرات السلوكية أكثر تأثيرا من الوزن وحده.
قال الدكتور آيوش فيساريا، الباحث السريري في كلية الطب بجامعة روتجرز في نيوجيرسي: "هذه الدراسة مهمة لأنها تُسلّط الضوء على العلاقة بين فقدان الوزن من جهة، وكل من أمراض القلب والوفاة من جهة أخرى، وهي علاقة لم يتم استكشافها بشكل كافٍ سابقا".
لكن كل من فيساريا والدكتور تيمو ستراندبرغ – أستاذ طب الشيخوخة في جامعة هلسنكي وقائد الدراسة – شددا على أن مؤشر كتلة الجسم ليس مقياسا دقيقا لحالة الجسم، إذ لا يُظهر توزيع الدهون أو نسبة الكتلة العضلية، وهما عاملان أساسيان في تحديد المخاطر الصحية.
وقد أظهرت أبحاث أخرى أن دهون البطن والدهون حول الأعضاء قد تكون أكثر أهمية من الوزن الإجمالي في تقييم الصحة العامة.
- التوصيات: نمط الحياة الصحي هو الأساس
وبينما لم تُثبت الدراسة أن فقدان الوزن وحده هو السبب المباشر في تحسين الصحة، فإن التغييرات في نمط الحياة – مثل تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة – كانت على الأرجح ذات أثر جوهري.
يوصي الخبراء بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيا، مثل المشي أو ركوب الدراجة، بالإضافة إلى يومين من تمارين تقوية العضلات. كما يُنصح باتباع نظام غذائي متوسطي غني بالخضروات والفواكه والمكسرات وزيت الزيتون.
قال فيساريا: "نمط الحياة الصحي يظل مهمًا، حتى في حال استخدام أدوية إنقاص الوزن. الغذاء المتوازن والنشاط البدني عاملان لا غنى عنهما".
أما ستراندبرغ فقد دعا المجتمعات إلى تسهيل الوصول إلى الأطعمة الصحية وأماكن ممارسة النشاط البدني، مؤكدا أن دعم الصحة العامة يبدأ من التمكين البيئي والاجتماعي.
المصدر: SciTechDaily.com
