مؤشرات مبكرة للخرف قد تظهر قبل عقود من التشخيص
كشف فريق من الباحثين في معهد ألين لعلوم الدماغ في مدينة سياتل الأميركية عن مجموعة من المؤشرات المبكرة التي قد تساهم في التنبؤ بالإصابة بمرض الزهايمر، وذلك قبل سنوات أو حتى عقود من ظهور الأعراض التقليدية كفقدان الذاكرة، ويأمل العلماء أن تمهّد هذه النتائج الطريق لتطوير تدخلات علاجية مبكرة يمكن أن تؤخر أو تمنع تطور المرض لدى الأفراد المعرضين للخطر.
- صعوبات الإدراك المكاني كإشارة أولى
أشارت الدراسة إلى أن مشكلات في الإدراك المكاني – مثل صعوبة فهم أنظمة الملاحة أو الوقوف على مسافات غير مناسبة من الآخرين – قد تكون من بين أولى العلامات التي تظهر لدى المصابين، حتى قبل ظهور أي علامات واضحة على تلف الدماغ عبر تقنيات التصوير الطبي، هذه الملاحظات تفتح بابا جديدا لفهم بداية التدهور العصبي.
- مرحلتان مميزتان لتطور المرض
يرى الباحثون أن مرض ألزهايمر يمر بمرحلتين واضحتين في تطوره:
المرحلة الأولى: "الخفية"
تبدأ هذه المرحلة قبل سنوات طويلة من ظهور الأعراض السريرية، وتشهد تلفاً محدوداً في الخلايا العصبية، خاصة في المناطق المسؤولة عن الملاحة المكانية في الدماغ، وهو ما يفسر فقدان الاتجاه كعرض مبكر شائع.
المرحلة الثانية: التراكم البروتيني
في هذه المرحلة، يبدأ تراكم بروتينات تاو وأميلويد داخل الدماغ، وعلى الرغم من أن هذه البروتينات توجد طبيعياً لدى كبار السن، فإن تراكمها المفرط يؤدي إلى تشكيل لويحات وتشابكات عصبية، تُعتبر مسؤولة عن التدهور المعرفي المعروف في مرض الخرف، بما يشمل ضعف الذاكرة واللغة والانتباه.
- أدلة من دراسة تشريحية دقيقة
استند الباحثون إلى تحليل دقيق لأدمغة 84 شخصاً تُوفوا بعد إصابتهم بالزهايمر، وبتقنيات التعلم الآلي، تتبع الفريق انتشار البروتينات الضارة داخل الدماغ، ووجدوا أن علامات التدهور المعرفي بدأت حتى لدى من لم تكن لديهم مستويات مرتفعة من بروتينات تاو وأميلويد، مما يدل على وجود فقدان مبكر للخلايا العصبية المثبطة، وهي ضرورية لوظائف الدماغ الأساسية.
- مناطق دماغية متأثرة مع تقدم المرض
أوضح الدكتور ماريانو غابيتو، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن هذه التغيرات العصبية تبدأ في الانتشار بمرور الوقت، لتشمل مناطق دماغية أخرى مثل "التلفيف الصدغي الأوسط"، وهي منطقة معروفة بدورها الحيوي في وظائف الذاكرة واللغة. كما أشارت دراسة سابقة إلى أن الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لزهايمر ويعانون من ارتفاع مستويات هذه البروتينات، كانوا أكثر عرضة لفقدان الذاكرة وضعف الانتباه.
- آفاق جديدة للتدخل المبكر
أكد الدكتور غابيتو على أن تحديد الخلايا العصبية التي تتعرض للتلف في مراحل مبكرة قد يفتح الباب أمام فرص حقيقية للتدخل العلاجي قبل أن تتفاقم الأعراض وتحدث الأضرار العصبية الكبيرة، من جانبه شدد الدكتور إيغور كامارغو فونتانا، مدير برامج المؤتمرات العلمية في جمعية ألزهايمر، على أهمية الفترة "الصامتة" التي تسبق ظهور الأعراض، واصفاً إياها بأنها فرصة ثمينة للكشف المبكر والتدخل الوقائي.
المصدر: ديلي ميل
