العلم يكشف الحقيقة المذهلة وراء "تنين قوس قزح" المحنط في اليابان

كشف فريق علمي متخصص عن الحقيقة العلمية المدهشة وراء مومياء "تنين قوس قزح"، التي حيّرت المؤرخين والعلماء لأكثر من خمسة قرون، وكانت محفوظة في خزينة كنوز "شوسو-إن" الشهيرة بمدينة نارا اليابانية، هذه المومياء الغامضة، التي تعود إلى القرن الخامس عشر، ارتبطت بأساطير محلية اعتبرتها بقايا مخلوق أسطوري.
- من الأسطورة إلى الواقع: تحليل علمي دقيق
استخدم الباحثون أحدث التقنيات في التحليل، بما في ذلك التصوير بالأشعة السينية وتحليل الكربون المشع، لكشف حقيقة هذا الكائن المحنط. وتبيّن أن "تنين قوس قزح" ما هو إلا أنثى حيوان يُعرف باسم "خز ياباني" أو "المارتن"، وهو من فصيلة ابن عرس، ويُعتقد أن تاريخ وفاتها يعود إلى القرنين الحادي أو الثاني عشر الميلاديين.
الغريب في الأمر أن هذا الحيوان كان يفتقد أطرافه الأمامية، وهو ما جعله يبدو شبيها بالمخلوقات الأسطورية في نظر سكان العصور الوسطى.
- كيف تحوّل حيوان بري إلى مومياء أسطورية؟
يرجح العلماء أن هذا الحيوان دخل معبد "توداي-جي" في نارا أثناء عمليات ترميم شهدها المعبد في القرون الوسطى، ثم علق داخله ومات بطريقة طبيعية. ومع مرور الزمن، ونتيجة لعوامل بيئية معينة، تحنط جسده بطريقة طبيعية ليصبح مومياء أثارت الجدل والأساطير لقرون.
- أبعاد ثقافية وتاريخية: كيف تُخلق الأساطير؟
يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يُسهم فقط في حل لغز تاريخي، بل يلقي الضوء على الكيفية التي تتحول بها الظواهر الطبيعية الغريبة إلى روايات وأساطير متوارثة عبر الأجيال. فقد وجد الفريق العلمي خلال دراستهم التي امتدت من عام 2021 حتى 2023، أن هناك عينات أخرى لما يسمى بـ"تنانين قوس قزح" لم تكن سوى بقايا محنطة لحيوانات مختلفة مثل الخلد والغراب.
- حفظ التراث: قيمة تتجاوز الجماليات
أكدت مامي تسورو، المسؤولة عن الحفظ في خزينة كنوز "شوسو-إن"، أن هذا الكشف يُبرز أهمية الحفاظ على التراث بجميع أشكاله، سواء كانت القطع الفنية الجميلة أو القطع الغريبة وغير المألوفة، لأن كلاهما يمكن أن يحمل أسرارا علمية وتاريخية ثمينة.
يُعد هذا الكشف العلمي خطوة مهمة في فهم العلاقة بين الأساطير الشعبية والحقائق العلمية. كما أنه يبرهن على قيمة البحث الأثري والبيئي في كشف خبايا الماضي، وإعادة تشكيل فهمنا لما كان يُعتقد أنه "خارِق" أو "أسطوري".

المصدر:   نيويورك بوست