ابتكار جهاز جديد لإزالة الجلطات الدموية ... يضاعف فعالية العلاج ويقلل من المخاطر
ابتكر فريق بحثي من جامعة ستانفورد تقنية جديدة لإزالة الجلطات تفوق فعالية الوسائل التقليدية بأكثر من الضعف، مما يعزز بشكل كبير فرص علاج السكتات الدماغية والنوبات القلبية، ويقلل من معدلات المضاعفات والوفيات المرتبطة بها.
- علاج الجلطات الدموية
تُعد السكتة الدماغية الإقفارية من الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلا فوريا لاستعادة تدفق الأكسجين إلى الدماغ، حيث يؤثر عامل الوقت بشكل بالغ على بقاء خلايا الدماغ وسلامتها، ورغم استخدام تقنيات حديثة، لا تزال الطرق الحالية لإزالة الجلطات تحقق نجاحا في المحاولة الأولى بنسبة لا تتجاوز 50%، بينما تفشل تماما في نحو 15% من الحالات.
- جهاز جديد لإزالة الجلطات
ومن هنا جاءت انطلاقة فريق كلية الهندسة بجامعة ستانفورد نحو تطوير جهاز ميكانيكي مبتكر أُطلق عليه اسم "الميلي سبينر" (Milli-Spinner)، ويعتمد على آلية دوران دقيقة باستخدام أنبوب مجوف مزود بزعنفة وشقوق تولّد قوة شفط محلية عند موقع الجلطة، تسمح بتقليصها وضغطها دون تمزيقها، ما يسهل سحبها خارج الجسم بفعالية وأمان.
يعتمد هذا الجهاز على ضغط خيوط الفيبرين، وهي بروتينات متينة تشكل الهيكل الأساسي للجلطات، وتحويلها إلى كرة مدمجة يمكن إخراجها بسهولة. وتُعد هذه الطريقة تقدما كبيرا مقارنة بالأدوات الحالية، حيث تقلل من خطر تفتت الجلطة وانتشارها إلى أماكن أخرى، وهي مشكلة شائعة في الإجراءات التقليدية.
وقد أظهرت نتائج الدراسات المنشورة في مجلة Nature أن "الميلي سبينر" يحقق نجاحًا في إزالة الجلطة من المحاولة الأولى بنسبة تصل إلى 90%، خاصة في الحالات المعقدة التي كانت تمثل تحديًا كبيرًا للطرق القديمة.
وأوضحت رينيه تشاو، الأستاذة المشاركة في قسم الهندسة الميكانيكية والباحثة الرئيسية في الدراسة، أن التقنية لا تكتفي بإزالة الجلطة فقط، بل تقوم بإعادة تشكيلها وتقليصها، مما يجعل العملية أكثر أمانًا وفعالية.
- التطلعات المستقبلية
اللافت أن هذا الابتكار بدأ كامتداد لأبحاث سابقة حول روبوتات طبية صغيرة تُستخدم داخل الجسم، قبل أن يكتشف الفريق إمكاناتها الاستثنائية في علاج الجلطات. ويعمل الباحثون حاليا على تطوير إصدارات أكثر تطورا يمكنها التحرك بحرية داخل الأوعية الدموية لاستهداف الجلطات بدقة متناهية.
ويأمل الفريق في إدخال هذه التقنية إلى الاستخدام السريري في المستقبل القريب، بعد استكمال التجارب اللازمة، مشيرين إلى أن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في مجال الطب التداخلي، ويفتح أبوابا واسعة للتطبيقات الطبية الحيوية في المستقبل.
المصدر: ميديكال إكسبريس
