logo yajnoub    

غضب الشمس يُسقِط أقمار "ستارلينك" من السماء

2025/06/08 - 07:50:45am    باسم عمور    

تشهد الشمس حاليا واحدة من أكثر دورات نشاطها شدة في العصر الحديث، ويبدو أن أقمار "ستارلينك" التابعة لشركة "سبيس إكس" هي من تدفع الثمن، فقد كشف تحليل جديد أن مئات من هذه الأقمار الصناعية بدأت في السقوط من المدار الأرضي نتيجة مباشرة لتزايد حدة النشاط الشمسي.
وقد توصل فريق من العلماء بقيادة الفيزيائي الفضائي "ديني أوليفيرا" من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا إلى وجود علاقة واضحة بين تصاعد النشاط الشمسي خلال دورة الشمس الممتدة من عام 2020 حتى 2024، وزيادة عمليات إعادة دخول أقمار ستارلينك إلى الغلاف الجوي للأرض.
- دورة شمسية غير متوقعة وآثار واضحة على المدار
تُعد الدورة الشمسية الحالية (الدورة رقم 25 منذ بدء الرصد) من أقوى الدورات المسجلة، مع نشاط شمسي يفوق التوقعات، تشمل مظاهر هذا النشاط ازدياد البقع الشمسية، والانفجارات الشمسية، والقذف الكتلي الإكليلي – وهي ظواهر تؤثر بشكل مباشر على المجال المغناطيسي الأرضي.
رغم أن سكان الأرض قد يلاحظون هذه التأثيرات على شكل عروض شفق قطبي رائعة، فإن لها تأثيرا خفيا ولكن مدمرا على المدار الأرضي المنخفض، إذ تُسخّن الجزيئات الشمسية المنبعثة الغلاف الجوي العلوي، ما يؤدي إلى تمدده وزيادة مقاومته لحركة الأقمار الصناعية، وهو ما يعرف باسم "السحب المداري".
- أقمار ستارلينك: مختبر مثالي للظاهرة
منذ بدء إطلاقها عام 2019، أرسلت شركة سبيس إكس أكثر من 8,800 قمر صناعي من نوع ستارلينك إلى المدار الأرضي المنخفض، مما يجعلها منصة فريدة لدراسة تأثير السحب المداري الناتج عن النشاط الشمسي.
وقد استخدم الباحثون بيانات دقيقة لـ 523 قمرا صناعيا من ستارلينك سقطت بين عامي 2020 و2024، ووجدوا ارتباطا واضحا بين هذه الحوادث وتزايد النشاط الشمسي. المفاجئ أن معظم هذه السقوطات (72%) حدثت خلال فترات ضعيفة من العواصف الجيومغناطيسية، ما يشير إلى تأثير تراكمي للسحب المداري وليس إلى تأثيرات لحظية فقط.
- أرقام تنذر بالخطر
2020: قمرين فقط سقطا.
2021: 78 قمرا.
2022: 99 قمرا.
2023: 88 قمرا.
2024: قفزة هائلة إلى 316 قمرا سقط من المدار.
يُعزى هذا التصاعد إلى تأثيرات السحب الجوي المتزايدة، حيث تتدهور مدارات الأقمار تدريجيا حتى تسقط نحو الأرض وتحترق في الغلاف الجوي – وهو أمر مصمم مسبقا لتقليل الحطام الفضائي.
- نحو فهم أعمق واستعداد أفضل
أشارت الدراسة إلى أن فهم البيانات الدقيقة مثل كثافة الغلاف الجوي والسرعة والمدار واتجاه الرياح الشمسية يمكن أن يُسهم في تحسين النماذج المستقبلية لتوقع السحب المداري، خاصة أثناء العواصف المغناطيسية الشديدة.
وقد تُسهم نتائج هذه الدراسة في وضع استراتيجيات أكثر فعالية للحفاظ على استقرار الأقمار الصناعية في المدار وتجنب كارثة "كيسلر"، وهي سيناريو تخيلي حيث يؤدي تصادم قمرين صناعيين إلى سلسلة تصادمات مدمرة.
في عصر يعتمد فيه العالم بشكل متزايد على الأقمار الصناعية للاتصالات والملاحة والإنترنت، يشكل النشاط الشمسي تحديا حقيقيا يجب التحضير له بجدية، ورغم أن غضب الشمس قد لا يظهر دائمًا على الأرض، إلا أن تأثيره في الفضاء يمكن أن يكون كارثيًا إن لم تتم مراقبته والتعامل معه بشكل علمي مدروس.


المصدر:   ScienceAlert

 

غضب الشمس يُسقِط أقمار

أخبار ذات صلة

 

تابعونا