logo yajnoub    

لماذا التثاؤب معدٍ؟ أسرار غامضة وراء هذا السلوك المشترك بين البشر والحيوانات

2025/06/10 - 09:09:53am    باسم عمور    

يعد التثاؤب سلوكا شائعا ليس فقط لدى البشر، بل أيضا في بعض أنواع الحيوانات، فعندما ترى أو تسمع شخصًا يتثاءب، من المحتمل جدًا أن تشعر بالرغبة في التثاؤب أنت أيضا، لكن ما السبب الحقيقي وراء هذا التفاعل اللاواعي؟
يفسر الدكتور تشارلز سويت، الطبيب النفسي المعتمد، هذه الظاهرة بوجود ما يُعرف بـ الخلايا العصبية المرآتية، وهي خلايا دماغية تنشط عندما نشاهد شخصا آخر يقوم بفعل معين، مثل التثاؤب، وعند رؤيتنا للتثاؤب، تبدأ هذه الخلايا بالاستجابة، مما يؤدي إلى انتقال الرغبة في التثاؤب إلينا.
- التثاؤب والتقارب الاجتماعي: لماذا نستجيب لتثاؤب المقرّبين أكثر؟
تشير الدراسات إلى أننا أكثر عرضة للتثاؤب عند رؤية أصدقائنا أو أفراد عائلتنا يتثاءبون مقارنة مع الغرباء، يعرف هذا النمط بـ الانحياز للألفة، حيث نهتم طبيعيا بالأشخاص المقربين، مما يزيد من احتمالية تقليدهم تلقائيا.
في دراسة نُشرت عام 2013، تبين أن الكلاب تتثاءب أكثر عند رؤية أصحابها يتثاءبون مقارنة بأشخاص غرباء، هذا السلوك يشير إلى وجود رابط اجتماعي وعاطفي قوي بين الأفراد يؤثر في انتقال التثاؤب.
- التثاؤب لتعزيز الانتباه واليقظة الجماعية.
اقترح البروفيسور أندرو جالوب من جامعة جونز هوبكنز فرضية مثيرة للاهتمام: قد يكون التثاؤب وسيلة جماعية لتعزيز التيقظ لدى المجموعة. إذ يساعد التثاؤب على تبريد الدماغ، ما يُحسّن من مستوى الانتباه والمعالجة الذهنية.
في دراسة أجراها عام 2007، أوضح جالوب أن التثاؤب يمكن أن يحسّن اليقظة الذهنية، وإذا انتشر بين أفراد المجموعة، فقد يسهم ذلك في تعزيز الاستجابة الجماعية للتهديدات.
- التثاؤب كإشارة لتنسيق السلوك داخل الجماعة
نظرا لأن التثاؤب يتبع إيقاعا يوميا طبيعيا، فقد يكون له دور في تنسيق الأنشطة بين أفراد الجماعة.ط، فعندما يتثاءب فرد، ويستجيب الآخرون بنفس الفعل، قد يساعد هذا في مزامنة التحولات بين فترات النشاط والراحة.
دراسة أجريت على الأسود البرية الإفريقية وجدت أن الأسود التي شاهدت تثاؤبا من فرد آخر كانت أكثر عرضة بـ11 مرة لتقليد حركة ذلك الفرد، ما يشير إلى ارتباط بين التثاؤب و"التزامن الحركي".
- هل التثاؤب المعدي مرتبط بالتعاطف؟
رغم أن البعض يرى في التثاؤب المعدي علامة على التعاطف، فإن الأبحاث لم تكن حاسمة في هذا الشأن، بعض الدراسات وجدت علاقة بين الأمرين، بينما لم تجد أخرى أي ارتباط يُذكر.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يُظهرون سمات سايكوباتية (مثل التلاعب والبرود العاطفي) أقل عرضة للتثاؤب المعدي، مما يعزز فكرة أن التثاؤب قد يكون مرتبطا بنوع من الارتباط العاطفي غير الواعي.
- ماذا عن الأطفال والأشخاص المصابين بالتوحد؟
في البداية، أشارت الأبحاث إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد أقل عرضة للتثاؤب المعدي، ولكن عند تعديل التجربة لتشجيعهم على التركيز على التثاؤب، زال هذا الفرق. ما يدل على أن الانتباه، وليس فقط التعاطف، يلعب دورا محوريا في هذه الظاهرة.
- التثاؤب كوسيلة للتواصل الصامت
في النهاية، يرى الدكتور تشارلز سويت أن التثاؤب ليس فقط علامة على التعب، بل هو أيضًا وسيلة غير لفظية للتواصل والتقارب، إنه طريقة صامتة يعبر بها دماغك عن الارتباط مع من حولك، سواء كانوا أشخاصا أو حتى حيوانات أليفة.


المصدر:   Live Science

 

 لماذا التثاؤب معدٍ؟ أسرار غامضة وراء هذا السلوك المشترك بين البشر والحيوانات

أخبار ذات صلة

 

تابعونا