logo yajnoub    

السمع آخر ما يفارقنا قبل الموت ... اكتشاف علمي يغير نظرتنا للحظات الأخيرة

2025/06/12 - 08:00:57am    باسم عمور    

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة بريتيش كولومبيا أن حاسة السمع هي آخر الحواس التي تتوقف عن العمل لدى الإنسان قبل الموت، وقد بيّنت النتائج أن الدماغ، حتى في لحظات فقدان الوعي التام، يظل قادرا على التقاط الأصوات من البيئة المحيطة.
- النشاط الدماغي يواصل الاستجابة رغم الاحتضار
استند العلماء في هذه الدراسة إلى تقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، والتي سمحت لهم بتحليل النشاط الكهربائي للدماغ أثناء اللحظات الأخيرة من الحياة. وأظهرت النتائج أن دماغ الشخص المحتضر يستجيب للمنبهات السمعية بنمط مشابه لنشاط دماغ الإنسان السليم الواعي، مما يثبت استمرار عمل هذه الحاسة الحيوية لفترة أطول مما كان يُعتقد سابقا.
- أهمية التواصل مع المحتضرين
أشارت إليزابيث بلوندون، المشرفة على البحث، إلى أن هذه النتائج تدعم فكرة أهمية بقاء العائلة بجانب أحبائهم المحتضرين والتحدث إليهم حتى الرمق الأخير، وأكدت أن الحديث مع المحتضر قد لا يكون عديم الجدوى، بل على العكس، يمكن أن يشكّل رابطا عاطفيا أخيرا يشعر به المريض رغم سكون جسده.
كما ذكرت بلوندون أن بعض المرضى قد يُظهرون استجابة عاطفية عند سماع قطعة موسيقية محببة لديهم، ما يشير إلى وجود نوع من الإدراك أو التفاعل الداخلي، ولو كان على مستوى غير واعٍ تماما.
- من الموت الجسدي إلى الغياب الذهني: رحلة لا تنقطع فجأة
بحسب ما كشفته الدراسة، تبدأ عملية الاحتضار بتوقف القلب، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم إلى الدماغ، وبدوره يبدأ هذا العضو الحيوي بفقدان الوظائف تدريجيا، ومع ذلك فإن هذا الفقدان لا يحدث بشكل فوري، بل يستمر نشاط بعض مناطق الدماغ لفترة قصيرة، ما يتيح لحاسة السمع البقاء نشطة.
- أسئلة جديدة ... وإجابات لم تُعرف بعد
هذا الاكتشاف العلمي يثير تساؤلات جوهرية حول ما إذا كان الإنسان في لحظاته الأخيرة لا يسمع فقط، بل يفهم ويعي ما يُقال حوله، فهل يمكن للكلمات الوداعية أن تصل فعلًا إلى عمق وعيه؟ وهل يمكن أن تكون بمثابة عزاء حقيقي في لحظاته الأخيرة؟
- العلم يُعيد تعريف الاحتضار
تؤكد هذه الدراسة على أهمية البُعد الإنساني في العناية بالمحتضرين. إن إدراك أن الشخص قد يكون قادرا على السماع — وربما فهم ما يُقال — يُضفي معنى عاطفيا وروحيًا عميقًا للتواصل في ساعات الوداع، وربما يحمل هذا الاكتشاف رسالة قوية: لا تصمت عند فراش من تحب، فربما تكون كلماتك هي آخر ما يسمعه في هذه الحياة.


المصدر:   dzen.ru

 

 السمع آخر ما يفارقنا قبل الموت ... اكتشاف علمي يغير نظرتنا للحظات الأخيرة

أخبار ذات صلة

 

تابعونا