حبة أفوكادو يوميا ... مفتاح النوم العميق والصحة القلبية
كشفت دراسة غذائية حديثة نتائج مدهشة حول فوائد تناول حبة أفوكادو واحدة يوميا، موضحة أن هذا الروتين الغذائي البسيط قد يُحسن من جودة النوم ويُعزز صحة القلب، الدراسة التي نُشرت بدعم من مجلس أفوكادو "هاس" هي الأكبر من نوعها، وتسلّط الضوء على العلاقة المتنامية بين التغذية السليمة والنوم الصحي، وتكشف دورا جديدا للأفوكادو يتجاوز فوائده القلبية المعروفة.
- نتائج دراسة سريرية كبرى: تأثير مذهل للأفوكادو على النوم
في تحليل ثانوي لأكبر تجربة عشوائية مُضبوطة حول استهلاك الأفوكادو، وجد الباحثون أن البالغين الذين تناولوا حبة أفوكادو يوميا لمدة ستة أشهر أفادوا بنوم أفضل مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقل من حبتين شهريا.
وأكدت النتائج أن النوم، إلى جانب التغذية والرياضة، يشكل عنصرا أساسيا في الصحة العامة، ما يعزز التوصيات المتزايدة بتناول الأفوكادو ضمن نظام غذائي متوازن.
- مكونات غذائية في الأفوكادو تساهم في تحسين النوم
يحتوي الأفوكادو على عناصر غذائية قد تساهم بشكل مباشر في دعم النوم الصحي، من بينها:
تريبتوفان (13 ملغ): حمض أميني يُعد مقدمة لإنتاج الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم.
الفولات (45 ميكروغرام – 10% من الاحتياج اليومي): يدعم إنتاج الميلاتونين.
المغنيسيوم (15 ملغ – 4% من الاحتياج اليومي): يساهم في استرخاء العضلات وتنظيم الإشارات العصبية.
هذه المكونات تلعب دورًا في دعم الوظائف العصبية والمزاج والنوم، وتبرز دور الأفوكادو كمصدر طبيعي للمغذيات الداعمة للنوم.
- فوائد القلب: أفوكادو غني بالألياف والدهون الصحية
لم تقتصر فوائد الدراسة على النوم فقط، بل أظهرت أيضا أن تناول الأفوكادو يوميا أدى إلى:
تحسن في جودة النظام الغذائي (وفقا لمؤشر الأكل الصحي 2015).
انخفاض طفيف في الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول الكلي.
دعم صحة القلب من خلال الألياف والدهون الأحادية غير المشبعة:
الألياف الغذائية (3 غرامات – 11% من الاحتياج اليومي)، منها الثلث ألياف قابلة للذوبان، والتي تُساهم في خفض امتصاص الكوليسترول.
الدهون الأحادية غير المشبعة (5 غرامات)، المعروفة بدورها في تقليل خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية.
- القلب والنوم وجهان لعملة واحدة
تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن النوم الكافي يمكن أن يُقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وقد دعمت نتائج هذه الدراسة هذا التوجه، موضحة أن الأفوكادو قد يكون غذاءً مثاليا لدعم كلا الجانبين: القلب والنوم.
وتقول الدكتورة كريستينا بيترسن، الأستاذة المساعدة لعلوم التغذية بجامعة ولاية بنسلفانيا:
"النوم أصبح عاملا مهما في نمط الحياة المؤثر على صحة القلب. وهذه الدراسة تدعونا للتفكير في كيفية مساهمة الأغذية -مثل الأفوكادو- في تحسين ذلك."
- دراسة شاملة ذات طيف سكاني متنوع
شملت الدراسة 969 بالغا من أعراق وخلفيات عرقية متنوعة في الولايات المتحدة، جميعهم يعانون من محيط خصر مرتفع، وهو مؤشر رئيسي لمخاطر القلب.
وقد تم توزيع المشاركين عشوائيًا على مجموعتين: الأولى تناولت أفوكادو يوميا، بينما حافظت المجموعة الأخرى على نظام غذائي مماثل دون تناول أكثر من حبتين شهريا من الأفوكادو، لمدة ستة أشهر.
تم تقييم صحة القلب باستخدام أداة "العوامل الأساسية الثمانية للحياة" التي حددتها جمعية القلب الأمريكية (AHA)، والتي تشمل:
جودة النظام الغذائي
النشاط البدني
التعرض للنيكوتين
النوم
وزن الجسم
ضغط الدم
الدهون في الدم
سكر الدم
وكان الأفوكادو مرتبطا بتحسن في النظام الغذائي، والدهون في الدم، والنوم، دون تأثيرات كبيرة على باقي العوامل.
- التوصيات المستقبلية: بداية رحلة علمية جديدة
على الرغم من أن النوم لم يكن هدفا رئيسيا للدراسة، إلا أن النتائج فتحت آفاقا جديدة لأبحاث مستقبلية، تستخدم أدوات أكثر دقة لتحليل تأثير المغذيات في الأفوكادو على النوم وصحة القلب.
"لا توجد وجبة خارقة تحل كل المشكلات، ولكن بعض الأطعمة مثل الأفوكادو تحتوي على مزيج فريد من المغذيات التي تدعم عدة جوانب من الصحة القلبية،" تؤكد د. بيترسن.
المصدر: Love One Today
