logo yajnoub    

الببتيدات ومكافحة الشيخوخة بين الوعود الطبية والمخاطر الصحية

2025/07/02 - 05:31:39am    باسم عمور    

انتشر في السنوات الأخيرة استخدام نوع جديد من العلاجات التي توصف بأنها "معجزة مضادة للشيخوخة"، ويستند معظمها إلى مركبات الببتيدات الحيوية، وبينما يُروّج لهذه العلاجات على نطاق واسع باعتبارها وسيلة لتحفيز الشباب البيولوجي، ظهرت تحذيرات طبية تشير إلى مخاطر صحية جدية قد تصاحب استخدامها، تصل إلى مشاكل قلبية وربما الإصابة بالسرطان.
- ما هي الببتيدات؟ وكيف يُسوّق لها؟
الببتيدات هي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية للبروتينات، وتوجد طبيعياً داخل الجسم. تؤدي هذه الجزيئات الحيوية دوراً محورياً في تنظيم وظائف حيوية عديدة، من ضمنها النمو، الهضم، وإدارة الاستجابة المناعية، وقد جرى تصنيع بعض أنواع الببتيدات لأغراض طبية محددة، لكنها اليوم باتت تُباع بشكل غير منظم عبر الإنترنت تحت مسميات جذابة مثل "بوتوكس في زجاجة" و"فياغرا للدماغ".
ومن بين أبرز هذه المركبات الببتيدية التي أثارت الجدل مركب PT-141، الذي يُروج له على أنه معزز للرغبة الجنسية، دون التأثير على الدورة الدموية. كما يُستخدم مركبا BPC-157 وTB-500 في مجال التعافي من الإصابات الرياضية، مع ادعاءات بتحفيز عملية الشفاء وتخفيف الالتهابات.
- من يستخدم هذه العلاجات؟ ولماذا؟
أصبح استخدام الببتيدات شائعاً بين الرجال في منتصف العمر، والذين يبحثون عن طرق لتحسين طاقتهم الذهنية والجسدية، وبناء الكتلة العضلية، وتعزيز التركيز. ورغم أن هذه العلاجات كانت في السابق تقتصر على الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام، إلا أنها انتشرت بشكل كبير بعد دعم علني من شخصيات مؤثرة مثل قطب التكنولوجيا برايان جونسون، الذي يُعرف بإنفاقه ملايين الدولارات لمحاولة عكس عمره البيولوجي، والمقدم الشهير جو روغان، الذي أكد تحسّن حالته الصحية بعد استخدام حقن ببتيدية.
- تحذيرات علمية: مخاطر تفوق الفوائد
يحذر الخبراء من خطورة الاستخدام العشوائي وغير المنضبط لهذه العلاجات، خصوصاً أنها كثيراً ما تُسوّق كمكملات غذائية أو "مواد كيميائية للبحث"، مما يتيح تجاوز الرقابة الصيدلانية والطبية.
وقد صرّح البروفيسور آدم تايلور بأن الاستخدام غير الخاضع للرقابة للببتيدات قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة تشمل:
تسارع في ضربات القلب
مشاكل في الأعصاب
تلف في الخلايا
أعراض مثل الغثيان، والصداع، واضطرابات هضمية
استجابات تحسسية خطيرة
أما البروفيسورة بيني وارد، فقد عبّرت عن قلقها من أن بعض هذه العلاجات قد تحفز نمو الأورام، مشيرة إلى أن سلامة هذه المواد لم تُثبت علميًا بعد، وأن استخدامها يجب أن يكون حصريا تحت إشراف طبي صارم.
-؛الببتيدات بين إمكانيات واعدة وحذر علمي
على الرغم من هذه التحذيرات، يرى بعض الباحثين أن الببتيدات قد تمثل مستقبلا واعدا في مجال مكافحة الشيخوخة، شرط أن تخضع لمزيد من التجارب السريرية والتقييمات العلمية الدقيقة، فالتعامل معها خارج الإطار الطبي يعرّض المستخدمين لمخاطر لا تُحمد عقباها، وقد يحوّل علاجا واعدا إلى قنبلة صحية موقوتة.
في عصر تتسارع فيه التقنيات الطبية، تبقى الحاجة إلى الحذر العلمي والتقييم الموضوعي لكل علاج جديدة أمرا ضروريا، فبينما يبحث البعض عن "الشباب الدائم"، تبقى السلامة والصحة في مقدمة الأولويات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بعلاجات غير مرخصة تُباع تحت شعارات براقة قد تُخفي وراءها مخاطر جسيمة.


المصدر:   Daily Mail

 

 الببتيدات ومكافحة الشيخوخة بين الوعود الطبية والمخاطر الصحية

أخبار ذات صلة

 

تابعونا