حل لغز تجاعيد الأصابع عندما تتعرض للماء

لطالما كانت تجاعيد الأصابع عند التعرض للماء لغزا علميا حير الكثيرين، ولكن مؤخرا، بدأ العلماء في كشف الستار عن بعض الأسباب المحتملة وراء هذا الظاهرة المثيرة للاهتمام. وقد أثيرت العديد من الأسئلة من قبل الشباب المشاركين في سلسلة "الأطفال الفضوليون" في The Conversation، مثل: "هل تتشكل التجاعيد دائمًا بنفس الطريقة؟"
- الاكتشاف العلمي وراء تجاعيد الأصابع
العالم المهندس البيوميكانيكي "غاي جيرمان" من جامعة "بينغهامتون" في نيويورك، قام مع زميلته "راشيل لايتين" بإجراء دراسة على مجموعة من المتطوعين لمعرفة السبب الدقيق وراء هذه التجاعيد. حيث طلبا من المتطوعين غمر أصابعهم في الماء لمدة 30 دقيقة، ثم تم تصوير النتائج لمقارنة نمط التجاعيد عبر أيام مختلفة. وقد أظهرت الصور أن التجاعيد تتكرر بنفس النمط عند غمر الأصابع مرة أخرى بعد 24 ساعة.
- كيف تحدث التجاعيد؟
تحدث هذه الظاهرة عندما يتم امتصاص الماء عبر قنوات العرق المفتوحة في الجلد، مما يؤدي إلى انخفاض تركيز الملح في الطبقة الخارجية للجلد. يرسل النظام العصبي إشارات إلى الدماغ، الذي يقوم بدوره بتحفيز انكماش الأوعية الدموية الدقيقة في الجلد.
- الفائدة الميكانيكية للتجاعيد
على الرغم من أن التجاعيد قد تبدو كأثر جانبي عشوائي، إلا أن التغيرات المورفولوجية التي تحدث في الجلد توفر ميزة هامة في الظروف المبللة، فالأخاديد التي تتشكل مؤقتا على سطح الجلد تعمل على تحسين القبضة، مما يجعل من الأسهل الإمساك بالأشياء المبللة أو المشي على الأسطح المبللة.
- لماذا لا تبقى التجاعيد دائما؟
تظل التجاعيد حالة مؤقتة، ولا نعرف حتى الآن السبب في عدم استمراريتها. يشتبه العلماء في أن هذه التغيرات المؤقتة في نسيج الجلد قد تؤثر على حساسية الأصابع أو تزيد من تعرضها للإصابة.
- البحث في آثار الضرر العصبي على التجاعيد
أظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين يعانون من تلف في الأعصاب، مثل الضرر في العصب المتوسط في الأصابع، لا يعانون من هذه التجاعيد، وهذا فتح المجال لمزيد من الأبحاث لفهم آلية هذه الظاهرة بشكل أعمق.
- الفائدة في الطب الشرعي
من الناحية الجنائية، يمكن أن يكون فهم تجاعيد الأصابع ذا فائدة كبيرة. على سبيل المثال، قد تساعد هذه المعرفة في تحديد هوية الأشخاص الذين تعرضوا للماء لفترات طويلة بعد الكوارث الطبيعية.
أصبحت تجاعيد الأصابع الآن جزءا من الأنماط الثابتة التي تشكل الجلد البشري، جنبًا إلى جنب مع بصمات الأصابع والخطوط الخفية التي يمتلكها الجميع.

المصدر:   Sciencealert