الإسهال: أسبابه، أنواعه، طرق تشخيصه، وعلاجه الطبي والغذائي الكامل
الإسهال هو حالة طبية شائعة تتمثل في زيادة عدد مرات التبرز، وتغير قوام البراز ليصبح مائيا أو رخوا، يمكن أن يصاحب هذه الحالة ألم في البطن، غثيان، فقدان شهية، أو أعراض أخرى، وتختلف درجته من خفيفة إلى شديدة، وقد يكون عرضا عابرا أو مؤشرا على مشكلة صحية أعمق.
- أنواع الإسهال
1. الإسهال الحاد
يستمر لبضعة أيام (عادة أقل من أسبوعين) وغالبا ما يكون ناتجا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية أو تناول طعام ملوث.
2. الإسهال المزمن
يستمر أكثر من أربعة أسابيع، وقد يكون مرتبطا بأمراض مزمنة مثل متلازمة القولون العصبي، الداء الزلاقي (حساسية الغلوتين)، أو أمراض الأمعاء الالتهابية كداء كرون والتهاب القولون التقرحي.
3. الإسهال التناضحي
ينتج عن سوء امتصاص بعض المواد مثل اللاكتوز أو الفركتوز، مما يؤدي إلى سحب الماء إلى داخل الأمعاء.
4. الإسهال الإفرازي
يحدث بسبب زيادة إفراز السوائل من جدران الأمعاء كما في حالات العدوى أو الالتهابات.
5. الإسهال الدوائي
ينتج عن تناول بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، المسهلات، أو أدوية خفض الحموضة.
- الأسباب الشائعة للإسهال
العدوى الفيروسية: مثل فيروس الروتا والنوروفيروس، خاصة بين الأطفال.
العدوى البكتيرية: مثل السالمونيلا، الشيجلا، والـ E.coli.
العدوى الطفيلية: مثل الجيارديا والأميبا.
الحساسية الغذائية أو عدم تحمل بعض الأطعمة: مثل اللاكتوز.
الإجهاد النفسي والتوتر العصبي.
الأدوية: وخاصة المضادات الحيوية والمسهلات.
أمراض الجهاز الهضمي المزمنة: مثل القولون العصبي أو داء كرون.
- مضاعفات الإسهال
أخطر مضاعفات الإسهال هو الجفاف، خاصةً لدى الأطفال وكبار السن، يشمل الجفاف فقدان السوائل والأملاح الحيوية من الجسم، وقد يؤدي إلى:
دوخة وضعف عام
جفاف الفم والجلد
نقص التبول أو توقفه
انخفاض ضغط الدم
اضطراب في ضربات القلب
في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر تدخلاً طبيا طارئا.
- طرق تشخيص الإسهال
يعتمد تشخيص الإسهال على مراجعة التاريخ الطبي للمريض، والفحص السريري، وقد يُطلب إجراء فحوصات إضافية مثل:
تحليل البراز للبحث عن الطفيليات أو البكتيريا أو الدم.
اختبارات الدم لفحص نسبة الأملاح ووظائف الكلى.
تنظير القولون في حالات الإسهال المزمن أو عند الاشتباه في أمراض التهابية.
اختبارات عدم تحمل الطعام مثل اختبار اللاكتوز.
- علاج الإسهال: خطة شاملة
1. تعويض السوائل والأملاح
الخطوة الأهم في علاج الإسهال هي منع الجفاف من خلال:
تناول كميات وفيرة من الماء النقي.
استخدام محاليل الإماهة الفموية التي تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم والجلوكوز.
تجنب المشروبات السكرية أو الغازية.
2. النظام الغذائي المناسب أثناء الإسهال
تناول وجبات خفيفة سهلة الهضم مثل الأرز الأبيض، البطاطا المهروسة، الموز، الخبز المحمص.
تجنب الأطعمة الدهنية، الحارة، أو الغنية بالألياف.
تجنب مشتقات الحليب في حال وجود عدم تحمل للاكتوز.
3. الأدوية
مضادات الإسهال: مثل اللوبيراميد (Imodium) لتقليل حركة الأمعاء، بشرط عدم وجود عدوى بكتيرية نشطة.
المضادات الحيوية: توصف فقط في حال وجود عدوى بكتيرية مؤكدة.
مضادات التقلصات: مثل البوسكوبان لتخفيف آلام البطن.
مكملات البروبيوتيك: للمساعدة على إعادة توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
- الإسهال عند الأطفال
الإسهال من الحالات الشائعة والخطيرة لدى الأطفال، وقد يؤدي إلى الجفاف السريع. يجب مراقبة:
عدد مرات التبرز وشكله
درجة حرارة الجسم
علامات الجفاف مثل النعاس، قلة البول، أو جفاف الفم
التوصية: يجب استشارة الطبيب فورا في حال استمرار الإسهال لأكثر من يومين أو وجود دم في البراز أو ارتفاع في درجة الحرارة.
- الوقاية من الإسهال
غسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل الأكل وبعد دخول الحمام.
شرب المياه النظيفة والمعقمة.
طهي الطعام جيدا وتخزينه بطريقة صحيحة.
تجنب تناول الأطعمة المكشوفة أو المشبوهة المصدر.
أخذ التطعيمات اللازمة قبل السفر إلى مناطق موبوءة.
الإسهال ليس مجرد عرض بسيط، بل قد يكون مؤشرا لحالة صحية تتطلب عناية دقيقة. يعتمد علاجه على التعويض السريع للسوائل، التغذية السليمة، والعلاج الدوائي المناسب بحسب السبب. تكمن الأهمية في التشخيص المبكر والوقاية، وخاصة عند الفئات الأكثر عرضة للخطر.
المصدر: Yajnoub
