logo yajnoub    

التحكم بموت الخلايا ... ثورة علمية لتمديد عمر الإنسان واستكشاف الفضاء

2025/05/30 - 07:36:51am    باسم عمور    

كشفت دراسة علمية حديثة عن تحول جذري في فهمنا لمفهوم "الموت الخلوي"، خاصة ذلك النوع المعروف بـ"النخر الخلوي"، والذي كان يُنظر إليه لعقود على أنه مجرد عملية تخريبية تؤدي إلى انهيار الخلايا وموت الأنسجة، لكن الأبحاث الجديدة تُظهر أن هذا النوع من الموت الفوضوي قد يحمل مفتاحاً ثورياً لتمديد عمر الإنسان، وعلاج الأمراض المزمنة، بل وحتى تمكين البشر من تحمل الظروف القاسية للفضاء.
- تعاون علمي دولي يقود ثورة في الطب والفضاء
قاد هذا الإنجاز فريق دولي يضم علماء من جامعة كوليدج لندن، وشركة "لينكجيفيتي" للتكنولوجيا الحيوية، ووكالة الفضاء الأوروبية. ويؤكد هؤلاء العلماء أن النخر الخلوي لم يعد مجرد نهاية غير مرغوبة، بل أداة بيولوجية قابلة للتعديل، يمكن من خلالها تغيير مسار الأمراض وإبطاء التدهور الجسدي المرتبط بالعمر.
- النخر الخلوي ... من كارثة بيولوجية إلى أداة علاجية
بحسب الدكتور كيث سيو، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، فإن فهم النخر الخلوي بشكل أعمق قد يفتح الباب أمام إمكانيات غير مسبوقة في الطب التجديدي. ويقول:
"لا أحد يحب الحديث عن الموت، حتى الموت الخلوي، لكن ماذا لو استطعنا إيقاف النخر مؤقتاً أو حتى عكسه؟ هذا هو السؤال الذي نحاول الإجابة عليه."
يتسبب النخر الخلوي في تدفق مفاجئ وعنيف لأيونات الكالسيوم إلى داخل الخلايا المصابة، مما يؤدي إلى تعطل وظائفها الحيوية وانفجارها، والأسوأ من ذلك أن هذه الخلايا المنفجرة تطلق مواد سامة تؤثر على الخلايا السليمة المجاورة، مما يخلق حلقة مفرغة من الدمار الخلوي تنتشر كالنار في الهشيم. هذه الآلية تفسر تفاقم أمراض مثل ألزهايمر، والفشل الكلوي، وأمراض القلب مع التقدم في العمر.
- كشف النقاب عن آلية مخفية وراء الشيخوخة
توضح الدكتورة كارينا كيرن، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن النخر الخلوي كان "يختبئ أمام أعيننا"، مشيرة إلى أنه ليس مجرد عرض جانبي للمرض بل محفز مركزي له. وتقول: "النخر الخلوي يمثل نقطة تحول رئيسية في تطور الأمراض. التحكم فيه قد يمنحنا القدرة على وقف تدهور الأنسجة، بل وحتى تحفيز تجددها."
- آفاق فضائية جديدة بفضل التحكم بموت الخلايا
ومن بين أكثر التطبيقات الواعدة لهذا الاكتشاف، هو إمكانيته في دعم استكشاف الفضاء. ففي بيئة الفضاء التي تفتقر للجاذبية وتفيض بالإشعاعات الكونية الضارة، تتسارع علامات الشيخوخة لدى رواد الفضاء بشكل ملحوظ، وقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2024 أن رواد الفضاء يعانون من تدهور سريع في وظائف الكلى، مما يضع عقبة أمام مهمات طويلة الأمد خارج كوكب الأرض.
ويأمل العلماء أن يمكن التحكم في آلية النخر الخلوي، حتى ولو لفترة قصيرة، من الحفاظ على سلامة الأنسجة الحيوية في مثل هذه البيئات القاسية، مما قد يفتح الباب أمام استعمار كواكب أخرى بأمان بيولوجي أكبر.
- الأمل في التحكم بمصدر الدمار الخلوي.
في ختام الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Oncogene، يرى الفريق البحثي أن النجاح في التحكم المؤقت بالنخر الخلوي قد يسمح بقطع سلسلة التفاعلات التدميرية التي تقود إلى تلف الأنسجة، وبالتالي استعادة التوازن الفسيولوجي الطبيعي وربما تحفيز عمليات التجديد الذاتي للخلايا.
وتقول الدكتورة كيرن متفائلة: "إن هذا الأمل العلمي قد لا يغير فقط مستقبل الطب على كوكب الأرض، بل قد يكون مفتاحاً لفتح عصر جديد في استكشاف الفضاء البشري."


المصدر:   مجلة Nature Oncogene

 

 التحكم بموت الخلايا ... ثورة علمية لتمديد عمر الإنسان واستكشاف الفضاء

أخبار ذات صلة

 

تابعونا