الأسماك تشعر بالألم كالإنسان: دراسة صادمة تغيّر نظرتنا للأطعمة البحرية

في دراسة علمية حديثة، كشف باحثون من معهد Welfare Footprint أن الأسماك، ولا سيما سمك السلمون المرقط "قوس قزح"، تعاني من ألم شديد يشبه الألم البشري أثناء ذبحها بطريقة "الاختناق الهوائي"، وهي الطريقة الشائعة التي تعتمد على ترك الأسماك تموت ببطء في الهواء أو على الجليد.
وبحسب ما ورد في الدراسة، قد يستمر هذا الألم المبرح لما يصل إلى عشر دقائق كاملة، مما يثير أسئلة أخلاقية ملحة حول المعايير المعتمدة في صناعة المأكولات البحرية.
- "الاختناق الهوائي": طريقة شائعة تسبب معاناة قاسية
تعتمد طريقة الذبح بالاختناق الهوائي على ترك الأسماك خارج الماء لفترات قد تمتد إلى أكثر من ساعة، مما يسبب لها ألماً مزمناً وطويلاً، ووجد الباحثون أن هذه المعاناة يمكن أن تستمر بين دقيقتين و22 دقيقة، تبعاً لحجم السمكة ودرجة حرارة الماء.
كما أكدت الجمعية الملكية البريطانية لمنع القسوة على الحيوانات أن الطرق التقليدية المستخدمة – مثل التعرض للبرودة الشديدة أو لغاز ثاني أكسيد الكربون – تُعتبر غير إنسانية، لأنها تتطلب عدة دقائق قبل أن تفقد الأسماك وعيها، ما يؤدي إلى معاناة مطوّلة لا يمكن تجاهلها.
- الصعق الكهربائي: بديل إنساني وفعّال
كرد فعل على هذه النتائج الصادمة، دعا العلماء إلى الاستغناء عن الطرق التقليدية، واعتماد أساليب الصعق الكهربائي كخيار إنساني وأقل إيلاماً. وتشمل هذه التقنيات أنظمة صعق داخل حمامات مائية مكهربة، أو تدفقات مائية كهربائية تصعق السمك وهو داخل الماء، مما يقلل التفاعل البشري المباشر ويؤدي إلى فقدان الوعي فوراً.
وأكد فريق البحث أن فعالية هذه الطريقة مرهونة بعدم التعامل المفرط مع السمكة قبل الصعق، وضمان استمرار فقدان الوعي حتى لحظة الموت، ما يجعلها أكثر أخلاقية بكثير من الطرق التقليدية.
- هل الصعق الكهربائي مكلف؟ العلماء يجيبون
رغم التصور الشائع بأن الصعق الكهربائي قد يكون أكثر كلفة من الطرق التقليدية، بيّن الباحثون أن هذه التقنية توفر بشكل مذهل ما بين 60 إلى 1200 دقيقة من الألم المتوسط إلى الشديد مقابل كل دولار أمريكي يُستثمر فيها.
وفي ظل مقتل ما يصل إلى 2.2 تريليون سمكة برية و171 مليار سمكة مستزرعة سنوياً حول العالم، فإن اعتماد وسائل ذبح أكثر رحمة قد يكون خطوة إنسانية عاجلة لا يمكن تأجيلها.

المصدر:   Daily Mail