logo yajnoub    

ارتفاع مفاجئ في سرطان الزائدة الدودية بين الشباب يحيّر العلماء

2025/06/12 - 06:37:54am    باسم عمور    

لسنوات طويلة، كان سرطان الزائدة الدودية يُعدّ من الأمراض النادرة جدا، وغالبا ما لا يُؤخذ بعين الاعتبار حتى من قبل الأطباء الذين قد لا يصادفونه إلا مرة أو مرتين طيلة حياتهم المهنية، وعادةً لدى كبار السن.
لكن في الآونة الأخيرة، بدأ نمط مقلق في الظهور، إذ يُشخّص هذا السرطان بوتيرة متزايدة، خاصة لدى الأفراد في الثلاثينيات والأربعينيات من أعمارهم، بل وحتى لدى من هم أصغر سنا، وقد ترك هذا التحول السريع الخبراء في حالة من الذهول والبحث عن إجابات.
- ما هي الزائدة الدودية؟ ولماذا تصاب بالسرطان؟
الزائدة الدودية هي جيب صغير يشبه الإصبع، يتصل بالأمعاء الغليظة، ورغم أن وظيفتها لا تزال محل نقاش علمي، فإنها تُعرف أكثر بتسببها في التهاب الزائدة، الذي يتطلب جراحة طارئة.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الزائدة يمكن أن تُصاب بالسرطان – وغالبا من دون أعراض واضحة.
- دراسة حديثة تكشف أرقاما مقلقة
نشرت مجلة Annals of Internal Medicine دراسة حديثة أظهرت أن عدد حالات سرطان الزائدة الدودية ارتفع بشكل كبير بين من وُلدوا بعد السبعينيات، إذ تضاعف المعدل ثلاث أو أربع مرات مقارنة بمن وُلدوا في الأربعينيات.
ورغم أن الأرقام الإجمالية لا تزال منخفضة (يصيب هذا السرطان عددا قليلاً من الأشخاص لكل مليون سنويا)، إلا أن نسبة الإصابات بين من هم دون الخمسين عاما بلغت نحو ثلث الحالات – وهي نسبة تفوق بكثير مثيلاتها في أنواع أخرى من سرطانات الجهاز الهضمي.
- ما أسباب هذا الارتفاع؟ نظريات عديدة قيد الدراسة
لا يزال السبب الدقيق لهذا الارتفاع غير معروف، لكن الباحثين يشيرون إلى عدة احتمالات:
ارتفاع معدلات السمنة منذ السبعينيات، وهي عامل خطر معروف للعديد من السرطانات.
التحولات الغذائية نحو الأغذية المعالجة والمشروبات السكرية واللحوم المصنعة.
قلة النشاط البدني والجلوس لفترات طويلة.
التعرض لعوامل بيئية جديدة مثل المواد الكيميائية، وتغيرات في جودة المياه والطعام.
تغيرات في الميكروبيوم المعوي، نتيجة الاستخدام الواسع للمضادات الحيوية منذ الطفولة.
- صعوبة الكشف عن المرض: المشكلة الأكبر
من أخطر ما يميز سرطان الزائدة هو صعوبة تشخيصه مبكرا.
فبعكس سرطان القولون، لا توجد حاليا فحوصات روتينية للكشف عن سرطان الزائدة، لأن المرض لا يزال نادرا جدا. كما أن الأعراض غالبا ما تكون غامضة، مثل:
ألم خفيف في البطن
انتفاخ
تغيرات في حركة الأمعاء
هذه الأعراض شائعة أيضا في حالات حميدة، مما يؤدي إلى تجاهلها. وغالبًا ما يُكتشف السرطان صدفة أثناء جراحة إزالة الزائدة، أي بعد فوات الأوان على التدخل المبكر.
- ما الذي يمكن فعله الآن؟
رغم عدم وجود فحص دوري خاص بسرطان الزائدة، إلا أن هناك خطوات مهمة يمكن اتباعها:
الانتباه لأي أعراض غير طبيعية في البطن، خاصة لدى من هم دون الخمسين.
الحفاظ على نمط حياة صحي: غذاء متوازن، نشاط بدني منتظم، وزن مثالي.
الابتعاد عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول.
توعية الأطباء والناس بوجود هذا النوع من السرطان وضرورة عدم تجاهل الأعراض.
- الرابط مع سرطانات أخرى في الجهاز الهضمي
يأتي هذا الارتفاع في سياق أوسع يشهد ازديادا في حالات سرطانات القولون والمعدة لدى الفئة العمرية ذاتها (أقل من 50 عاما)، مما يشير إلى أن عوامل الخطر قد تكون مشتركة – سواء كانت وراثية، بيئية، أو متعلقة بنمط الحياة.
- هل تلعب المضادات الحيوية دورا خفيا؟
من الفرضيات الحديثة أن التعرض المبكر للمضادات الحيوية، سواء من خلال الطب أو الزراعة، قد يُحدث تغيرا في التوازن البكتيري داخل الأمعاء، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
ولا تزال هذه النظرية قيد البحث، لكن العلماء يرون فيها خيطا محتملا لفهم هذه الظاهرة.
- الوعي هو خط الدفاع الأول
بينما يواصل العلماء أبحاثهم لفهم هذا النوع من السرطان، تبقى الوقاية والتوعية هي السلاح الأقوى.
الرسالة الأساسية: لا تتجاهل الأعراض، حتى البسيطة منها. الاستماع إلى جسدك، وطلب المشورة الطبية عند الشعور بأي أمر غير طبيعي، قد يُنقذ حياتك.


المصدر:   The Conversation

 

 ارتفاع مفاجئ في سرطان الزائدة الدودية بين الشباب يحيّر العلماء

أخبار ذات صلة

 

تابعونا