ابتكار غرسة حيوية تنمو من أنسجة حية وتستعيد الإحساس والوظائف الطبيعية للفم
ابتكر فريق من الباحثين في كلية طب الأسنان وكلية الطب بجامعة تافتس الأمريكية تقنية فريدة من نوعها لزراعة الأسنان، تعتمد على استخدام أنسجة حية قادرة على النمو والتكامل الحيوي داخل الفم، بما في ذلك الاندماج مع الدورة الدموية وتكوين روابط عصبية حقيقية.
- نهاية لزراعة الأسنان التقليدية كما نعرفها؟
لطالما اعتُبرت غرسات الأسنان المصنوعة من مواد معدنية مثل التيتانيوم المعيار الذهبي في طب الأسنان الحديث، نظرا لمتانتها وقدرتها على البقاء لعقود، إلا أن هذه الغرسات تظل أجسامًا غريبة لا تتصل بالجهاز العصبي، ولا تنقل الإحساس بالحرارة أو الملمس، كما تتطلب عمليات جراحية قد تكون مؤلمة ومحفوفة بالمخاطر مثل الحفر العميق في العظم، واحتمال الإصابة بالعدوى أو الالتهابات.
- غرسة تنمو طبيعيا داخل الفم
بهدف تخطي هذه العقبات، طور العلماء ما يُشبه "سنّا حيويا" قادرا على النمو الذاتي داخل تجويف الفم من خلال خلايا وأنسجة حية، لتُنتج في النهاية بنية سنّية مكتملة قادرة على أداء وظائف السن الطبيعي بالكامل، من المضغ إلى الإحساس بدرجات الحرارة وقوام الطعام.
- أبرز مزايا الغرسة الحيوية الجديدة:
اندماج حيوي كامل مع أنسجة الجسم، بما في ذلك اتصال فعّال بالجهاز العصبي والدورة الدموية.
استعادة الإحساس الطبيعي في الفم، مما يُعيد للفك وظائفه الحسية والحركية الكاملة.
تقليل المخاطر الجراحية مقارنةً بالغرسات المعدنية، حيث لا حاجة للحفر أو التثبيت الجراحي التقليدي.
- نتائج واعدة في التجارب الحيوانية
أظهرت التجارب المخبرية التي أُجريت على الحيوانات الصغيرة، وخصوصا القوارض، نتائج إيجابية للغاية، حيث نمت الغرسات الحيوية داخل الفم بنجاح، وحققت تكاملا جيدا مع الأنسجة العصبية والدورانية، ويعمل الفريق حاليا على توسيع نطاق التجارب لتشمل نماذج أكبر، تمهيدا للانتقال إلى الأسنان البشرية.
- تحديات قائمة ... وآفاق واعدة
ورغم النجاح المبدئي، لا تزال هناك تحديات علمية كبيرة أمام هذا الابتكار، أبرزها تعقيدات التحكم في نمو الأنسجة وتكوين روابط عصبية دقيقة ومحكمة، لكنّ المثير في الأمر هو أن فكرة "السن الحيوي" قد تجاوزت الخيال العلمي، وأصبحت اليوم واقعا قابلاً للتطبيق في المختبرات الطبية.
وفي حال أثبتت هذه التقنية فعاليتها على البشر، فإنها ستمهد الطريق نحو عصر جديد في زراعة الأسنان، يُستبدل فيه التيتانيوم والأساليب التقليدية بأسنان عضوية نابضة بالحياة، تُعيد للمرضى ليس فقط الشكل والمظهر، بل الإحساس والوظائف الطبيعية كما خلقها الجسم.
المصدر: science.mail.ru
