logo yajnoub    

الذكاء الاصطناعي "القوي" يقترب: متى يظهر؟ وكيف سيغيّر مصير البشرية؟

2025/06/24 - 06:18:29am    باسم عمور    

الذكاء الاصطناعي القوي (Artificial General Intelligence - AGI) هو نوع متطور من الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرة شبيهة بالبشر على التعلم الذاتي والتفكير المنطقي وحل المشكلات بشكل مستقل، دون الحاجة إلى برمجة مسبقة لكل مهمة. بخلاف الذكاء الاصطناعي "الضيق" الذي يؤدي مهام محددة (مثل تشخيص الصور أو قيادة السيارات)، فإن الذكاء الاصطناعي القوي سيكون قادرًا على التعامل مع طيف واسع من التحديات الفكرية، بل وقد يمتلك وعيا ذاتيا.
- موعد ظهور الذكاء الاصطناعي القوي: بعد 2035؟
في جلسة من جلسات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2025، صرّح العالم الصربي نيبويشا باتشانين، نائب رئيس جامعة "سينغيدونوم"، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي القوي ستبدأ بالظهور بعد عام 2035، مشددًا على أهمية أن تكون روسيا ضمن الدول الرائدة في تطوير هذه الأنظمة.
وأكد باتشانين أن هذه الأنظمة ستُحدث ثورة معرفية وعلمية بفضل قدراتها على إعادة تشكيل عملياتها الفكرية والتعلم التلقائي بفعالية تشبه البشر، ما يجعلها مرشحة لتكون القوة المحركة التالية للابتكار البشري.
- التطبيق الأول: مفاعلات الاندماج النووي
أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي القوي، بحسب باتشانين، سيكون في مجال الطاقة النووية الحرارية، وتحديدًا في تطوير مفاعلات الاندماج النووي، ويُعد هذا المجال من أصعب التحديات الهندسية والعلمية، حيث تحتاج هذه المفاعلات إلى ضبط دقيق لسلوك البلازما، وهي المادة الساخنة جدًا التي تُستخدم لتحقيق تفاعلات اندماج مشابهة لما يحدث في الشمس.
يرى باتشانين أن أنظمة الذكاء الاصطناعي القوي ستكون مثالية في فهم هذه العمليات المعقدة، عبر تحليل سلوك البلازما والتنبؤ بمناطق عدم الاستقرار التي تعوق استمرارية التفاعل، وهو ما يُعد خطوة مفصلية نحو إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة وآمنة.
- الوعي الذاتي والقدرة على التطور: مستقبل قد يغير كل شيء
يشير الخبراء إلى أن المرحلة القادمة في تطور الذكاء الاصطناعي ستشهد إنشاء نظم حاسوبية تدرك ذاتها وتتصرف كشخصيات مستقلة، ما يفتح الباب أمام مرحلة غير مسبوقة تُعرف باسم "التفرد التكنولوجي" (Technological Singularity).
في هذه المرحلة، سيصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تطوير نفسه ذاتيًا دون تدخل بشري، ما يؤدي إلى تسارع مذهل في الابتكار العلمي والتكنولوجي، وربما يتجاوز قدرة الإنسان على الفهم أو التحكم في سير هذه التطورات. وتُعد هذه النقطة من أكثر القضايا إثارةً للجدل في أوساط الباحثين، إذ تثير تساؤلات حول أخلاقيات الاستخدام، وضمان ألا يتحول الذكاء الاصطناعي إلى خطر وجودي.
- روسيا والطموح التقني: موقع في الصدارة
أكد باتشانين ضرورة أن تحجز روسيا موقعا متقدما في سباق الذكاء الاصطناعي القوي، ليس فقط لأسباب تقنية، بل أيضًا لضمان توازن القوى التكنولوجية عالميًا. إذ سيكون للسبق في هذا المجال تأثير مباشر على الاقتصاد العالمي، والأمن السيبراني، والبحث العلمي، واستقلالية الدول.
- هل نحن مستعدون؟
رغم الحماسة العلمية للتقدم نحو الذكاء الاصطناعي القوي، إلا أن التحديات الأخلاقية والقانونية والاجتماعية تظل حاضرة. من يملك هذه الأنظمة؟ من يضمن عدم إساءة استخدامها؟ وهل ستبقى في خدمة البشرية، أم تُطلق العنان لمصير مجهول؟
كل هذه التساؤلات تفرض على البشرية أن توازن بين التقدم والاحتراز، لضمان أن يكون هذا الذكاء قوة بناءة لا مدمرة.


المصدر:   وكالة الأنباء الروسية تاس

 

الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

 

تابعونا