logo yajnoub    

آثار الحمل المتأخر على صحة المولود

2025/06/25 - 04:50:17am    باسم عمور    

في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتزداد فيه ضغوطات العمل والتعليم والمسؤوليات المهنية، أصبحت الكثير من النساء يؤجلن قرار الإنجاب إلى ما بعد سن الأربعين، ورغم أن هذه الظاهرة باتت أكثر شيوعًا في الدول المتقدمة، إلا أن الطب الحديث يوجه تحذيرات مهمة بشأن آثار الحمل المتأخر على صحة المولود.
- دراسة سويدية موسعة تكشف الحقائق
أجرى باحثون من جامعتي أوبسالا ولينشوبينغ السويديتين دراسة شاملة اعتمدت على تحليل بيانات لأكثر من 300 ألف حالة ولادة تمت في السويد بين عامي 2010 و2022. ولضمان دقة النتائج، استُبعدت حالات الحمل بتوأم من العينة البحثية.
ورغم تطور النظام الصحي السويدي، أظهرت النتائج وجود علاقة طردية بين تقدم عمر الأم وزيادة المخاطر الصحية على المولود، حيث:
بلغت نسبة الولادة المبكرة لدى الأمهات فوق سن الـ 45 حوالي 8.4%، مقارنة بـ 4.8% فقط لدى الأمهات في الفئة العمرية بين 35 و39 عاما.
تضاعفت معدلات وفاة الأجنة تقريبا، حيث ارتفعت من 0.42% إلى 0.83% عند تجاوز عمر الأم 45 عاما.
لوحظت زيادة ملحوظة في معدلات انخفاض الوزن عند الولادة، وكذلك الاضطرابات في مستويات السكر بالدم لدى المواليد.
- العوامل المرتبطة بالحمل المتأخر
تشير الدراسة إلى أن هذه المخاطر لا تنبع فقط من التقدم في العمر، بل أيضًا من عوامل طبية وديموغرافية أخرى غالبًا ما ترافق الحمل بعد الأربعين، مثل:
ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الأمهات
الاعتماد المتزايد على تقنيات الإنجاب المساعدة
ارتفاع معدل الولادات القيصرية
زيادة احتمالية الإصابة بأمراض الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل
كل هذه العوامل تتداخل مع التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث في جسم المرأة مع التقدم في العمر، مما يجعل بيئة الحمل أكثر تعقيدا وتحديا.
- السويد نموذجا عالميا ... وتحذير موجه لباقي الدول
رغم أن السويد تُعد من الدول الرائدة في مجال الرعاية الصحية، إلا أن نسبة الأمهات فوق سن الأربعين وصلت إلى 4.8% في عام 2022، وهو اتجاه يتكرر في دول أخرى مثل ألمانيا، فرنسا، واليابان.
لكن الدراسة لا تهدف إلى التخويف بقدر ما تسعى إلى التوعية والوقاية، إذ يوصي الباحثون بـ:
تعزيز برامج الفحص المبكر للحمل عالي الخطورة
تقديم رعاية طبية متخصصة للفئات الأكثر عرضة
توفير معلومات شاملة للنساء لمساعدتهن على اتخاذ قرارات إنجابية مستنيرة.
- أهمية الدراسة ونتائجها العملية
تكمن أهمية هذه الدراسة في دقتها وتوقيتها، حيث تقدم بيانات واقعية موثوقة تستند إلى قاعدة معلومات واسعة تغطي أكثر من عقد من الزمن. وهي لا تكتفي برصد المشكلات، بل تقدم أيضًا أساسًا علميًا يمكن الاعتماد عليه لتطوير سياسات وقائية تهدف إلى حماية صحة الأمهات والأطفال على حد سواء.
لا يعني التقدم في العمر بالضرورة الاستغناء عن حلم الأمومة، لكن يتطلب الأمر مزيدًا من التخطيط والرعاية الطبية الدقيقة. فكلما زادت المعلومات والوعي، كلما أمكن تجنب المخاطر واتخاذ قرارات صحية أفضل للأم والطفل على السواء.


المصدر:   موقع MedicalXpress.com

 

 آثار الحمل المتأخر على صحة المولود

أخبار ذات صلة

 

تابعونا